شدد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير أنه »لولا الجزائر لما خرجت اللجنة إلى النور« حيث وضع الأمير عبد القادر المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مؤكدا أن الجزائر انضمت إلى اتفاقيات جنيف في 1960 قبل الاستقلال وأن هذا الحدث التاريخي يعتبر أبلغ صيغة رسمية تجسد امتثال القادة الجزائريين في تلك الفترة لقواعد القانون الدولي الإنساني. اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول »الأمير عبد القادر والقانون الدولي الإنساني« بحضور شخصيات وطنية ودولية والتي تتزامن مع الذكرى ال130 لوفاة الأمير عبد القادر وخمسينية الاستقلال والذكرى ال150 لنشأة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الجزائر كان لها الفضل في تأسيس هذه اللجنة وكذا الهلال الأحمر، وأضاف ماورير قائلا »لولا الجزائر، ربما لم يكن يقدر للجنة الدولية للصليب الأحمر والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الخروج إلى النور«. وأكد رئيس اللجنة أنه بالرغم من أن الأمير عبد القادر وهنري دونان لم يلتقيا إلا أن هناك قناعة ربطت بينهما، مشيرا على أنها تمثل أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني الحديث والتي تقوم على التمييز أثناء النزاع المسلح بين المقاتل وغير المقاتل، مضيفا بأنها تقف بالمرصاد لمنطق الإبادة المرتبط بالحرب وتحد من ويلاتها وبالتالي فإنها تقضي على خيوط الكراهية بين القوى المتواجهة انطلاقا من منطق قائم على الأخوة الإنسانية.وذكر ماورير بأن تدوين القانون الدولي الإنساني الحديث يعود إلى اتفاقية جنيف 1964 إلا أن الأمير عبد القادر كان قد وضع قانونا لصالح الأشخاص المحرومين من حرياتهم قبل ذلك بسنوات، مضيفا أنه في خضم مكافحة الاستعمار الفرنسي أوجب الأمير ضرورة معاملة الأسرى معاملة إنسانية، حيث أشار إلى العلاقات التاريخية بين الأمير عبد القادر وهنري دونان مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي ترتبط بالأنشطة التي قامت بها اللجنة أثناء الثورة التحريرية وكذا انضمام الجزائر لاتفاقيات جنيف سنة 1960 والذي يعتبر حدثا تاريخيا فريدا من نوعه، معتبرا ذلك أبلغ صيغة رسمية تجسد امتثال القادة الجزائريين آنذاك لقواعد القانون الدولي الإنساني.