قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية إنها قد رصدت مكافأة مالية معتبرة تقدر ب ثلاثة وعشرين مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال مختار بلمختار، قائد »الموقعون بالدماء«، وأبو بكر شيكاو، زعيم جماعة »بوكو حرام« النيجيرية، علاوة عن قياديين بارزين في التنظيمات »الجهادية« تنشط بغرب إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء رصدت الولاياتالمتحدةالأمريكية مكافآت مالية ضخمة لمن يدلى بمعلومات تقود إلى تحديد أماكن قادة تنظيمات »جهادية« في شمال وغربي إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، وتضمنت قائمة المطلوبين قادة في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وكتيبة »الموقعون بالدماء« وجماعة »بوكو حرام« النيجيرية. وتصل المكافأة التي تضمنها برنامج »مكافآت من أجل العدالة« لوزارة الخارجية الأميركية، وهو يعرض منذ منتصف الثمانينيات مبالغ مالية على كل شخص يدلي بمعلومات تساعد في اعتقال أو تصفية أفراد يهددون مصالح الولاياتالمتحدة، ثلاثة وعشرين مليون دولار، حيث تم رصد المكافأة الأكبر، سبعة ملايين دولار، للقيادي الأساسي المفترض في حركة »بوكو حرام« أبو بكر شيكاو الذي يقاتل حاليا الجيش النيجيري، فيما عرضت خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات حاسمة عن مكان تواجد كل من يحيى أبو الهمام القيادي البارز في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومختار بلمختار، المكنى خالد أبو العباس، والمدعو أيضا بالأعور، القيادي السابق في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي يتزعم حاليا التنظيم المسمى »الموقعون بالدماء« الذي تبنى عملية احتجاز الرهائن بالمنشاة الغازية »تيقنتورين« بإن أميناس، بأقصى الجنوب الشرقي للجزائر، وهذا في منتصف جانفي الماضي، علما أن نفس التنظيم الذي أعلنت الحكومة التشادية في وقت سابق مقتل زعيمه بجبال »أدرار إيفوغاس« بشمال مالي رفقة أمير كتيبة »طارق ابن زياد« التابعة للفرع المغاربي للقاعدة، عبد الحميد أبو زيد، يقف أيضا، رفقة التنظيم الإرهابي المسمى »حركة الوحيد الجهاد بغرب إفريقيا«، وراء التفجيرين الانتحاريين اللذان استهدفا الجيش وشركة »أريفا« الفرنسية العاملة في مجال استخراج اليورانيوم بشمال النيجر. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أنها »للمرة الأولى، فإن برنامج وزارة الخارجية الأميركية للعدالة يعرض مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن قياديين رئيسيين للتنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا«، وقد عرض جون كيري مكافآت تصل إلى 3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد مكان كل من مالك أبو عبد الكريم،القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وعمر ولد همامة المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وتعتبر المرة الأولى التي تعرض فيها واشنطن تلك المكافآت الهامة للقضاء أو القبض على قيادات في تنظيمات ذات صلة بالقاعدة في شمال وغرب إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء التي لم تكن في السابق ضمن المناطق الحيوية بالنسبة لواشنطن، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول خلفيات هذه المكافأة وما الذي سينجر عنها في المستقبل، بحيث تشير الكثير من المعطيات أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبحث عن موطئ قدم أمني وعسكري لها في شمال إفريقيا والساحل الصحراوي، وتأتي هذه المكافآت مباشرة بعد الإعلان عن نشر وحدات المارينز للتدخل السريع في جنوب كل من إسبانيا وإيطاليا، فيما تواصل المخابرات الأمريكية نشاطها في المنطقة ولو بطريقة غير مباشرة، وكعمل تكميلي لما يقوم به الفرنسيون في شمال مالي على وجه الخصوص، يضاف إلى ذلك عمل أخر للطائرات الأمريكية من دون طيار التي تزود الفرنسيين وبعض دول المنطقة بمعلومات استخباراتية دقيقة تسهل من عمليات تحييد عدد كبير من القيادات والعناصر»الجهادية«. ويبدو أن صورة الإستراتيجية الأمريكية للتواجد بالقارة السمراء تحت عنوان مكافحة الإرهاب وملاحقة فلول القاعدة، خصوا الأسماء الكبيرة على غرار بلمختار، بدأت تكتمل، وهو ما يعني بأن واشنطن تريد نقل تجربة حربها على القاعدة من أفغانستان واليمن إلى شمال وغرب إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، وهو ما يثير مخاوف جدية وحقيقية ويطرح تساؤلات حول حدود التدخل الأمني والعسكري الأمريكي، وهل سنشهد مستقبلا عمليان إنزال بدعوى القبض أو القضاء على قيادات إرهابية من دون التنسيق مع دول المنطقة، وهو ما يعتبر انتهاكا صارخا لسيادة هذه الدول، فضلا عن استهدف »الجهاديين« بالصواريخ الموجهة عبر طائرات»البريتادور«، أم سيقتصر الأمر على جمع المعلومات الاستخبارتية وتقديمها لدول المنطقة لتقوم هي بتحييد العناصر المتشددة؟.