خلال الأيام الماضية شعر الجزائريون بأنهم يعيشون في الدولة الأكثر تخلفا في العالم من حيث الاتصالات، في قلب العاصمة يجد المشتركون صعوبة في الولوج إلى الشبكة، والانقطاعات متكررة، وفي المراكز التجارية لاتصالات الجزائر لا مجال للمشتركين الجدد لأن هناك حالة من التشبع، وعندما يكون الحديث عن قلب العاصمة التي تستأثر بكل شيء في هذه البلاد فلنا أن نتصور البؤس التكنولوجي الذي يفرض على بقية أنحاء البلاد. المسؤولون عن هذه الوضعية يعرفون جيدا ما يشعر بها المشتركون الذين يدفعون ثمنا غاليا لخدمة بهذه الرداءة، لهذا طلع علينا الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر بتصريحات غريبة، فقد تحدث أمس عن تحسن مرتقب في تدفق الانترنيت بداية من سنة 2014 لكنه قدم تفصيلا تقنيا، قال إنه سيتم إطلاق هاتف الجيل الرابع دون خيط بصيغة الثابت، ثم زاد إن الأمر يتعلق بربط ذي التدفق العالي دون خيط سيوجه في البداية للمهنيين بالنظر إلى سعره المرتفع ولا يتم توسيعه للجمهور الواسع إلا بدعم الاستثمار. هذا الكلام يعني أن لا شيء في الأفق لتحسين الخدمات التي تقدمها اتصالات الجزائر في المدى المنظور، سنبقى على هذا التخلف، رغم أن وزير القطاع كان قد نهرنا بسبب إفراطنا في الحديث عن إطلاق خدمة الجيل الثالث في الهاتف المحمول، لأنه يعتقد بأن الاستثمار في شبكة الألياف البصرية أهم بكثير من خدمة الجيل الثالث، لكن رئيس المؤسسة المعنية يفضل مراوغة الجميع بحديثه عن الجيل الرابع دون خيط بصيغة الثابت، لكنه نسي أن يقول لنا أن الجمهور غير معني بالأمر أي أن التخلف مستمر إلى أجل غير مسمى. الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز بدأ هو الآخر يطلق تصريحات عن مخطط استعجالي لمواجهة انقطاع الكهرباء الذي قد تحدث في هذه الفترة بعد أن أصبح مؤكدا عدم الوفاء بالالتزامات التي قطعها المسؤولون العام الماضي بتشغيل محطات جديدة خلال هذا الصيف. ما يجمع بين المسؤولين هو أنهما يعالجان مشاكل قطاعيهما بالكلام، ويبدو أن اليوم الدراسي حول الاتصال المؤسساتي أثمر سريعا، حتى أننا قرأنا بيانا عن صحة الرئيس بوتفليقة يقول بأنه يقضي فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي. حتى وإن شعرنا بأن القوم يسخرون منا فقد يكون الكلام هذه الأيام خير الصمت.