دعا الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي، أمس، إلى تمكين الفلاحين من بيع منتجاتهم مباشرة للمواطنين لكسر الأسعار التي يحاول المضاربون رفعها، وذلك خلال شهر رمضان وخلال الفترات التي تعرف المضاربة، مؤكدا في سياق متصل على ضرورة إصدار مرسوم يقضي بتسقيف أسعار المنتجات الفلاحية أوضح عليوي لدى إشرافه على الجمعية العامة للإتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين بولاية معسكر، أن تمكين للفلاحين بالدخول مباشرة إلى الأسواق وبيع منتجاتهم للمستهلكين خلال شهر رمضان وسيلة فعالة لمواجهة المضاربين الذين يستغلون شهر الصيام للثراء غير الشرعي برفع أسعار السلع ذات الاستهلاك الواسع. هذا المقترح اعتبره عليوي مطالبا ملحا للفلاحين الذين يعانون من تشويه صورتهم لدى المستهلكين، بحيث أنهم يظهرون في الواجهة على أساس أنهم مصدر غلاء المنتجات الفلاحية، في الوقت الذي قد يباع فيه الكيلوغرام الواحد من البطاطا بما يقارب 8 دينار جزائري ليصل إلى المستهلك بسبب الوسطاء المضاربين بسعر مقدر ب 40 دج وهو أمر غير معقول على حد تعبير الأمين العام لاتحاد الفلاحين. واستطرد المتحدث قائلا »حبذا لو أن الولاة ورؤساء البلديات يخصصون فضاءات وأسواق رسمية تسمح للفلاحين ببيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين في شهر رمضان وغيره من الأوقات التي تكثر فيها المضاربة، كما نطالب بتسقيف أسعار المنتجات الفلاحية بمرسوم حكومي، وذلك لنغلق الباب نهائيا أمام المضاربين وحتى لو طبقنا 10 بالمائة من هذه التوصيات فستكون ضربة موجعة للمضاربين«. وطالب عليوي بحماية الإنتاج الفلاحي الوطني أسوة ببلدان أخرى من خلال رفع قيمة الضرائب على السلع المستوردة التي تنتج مثيلاتها محليا لتحقيق التنمية وحماية استثمارات الفلاحين وزيادة المساحة المزروعة محليا لرفع الإنتاج وخلق الثروة ومناصب الشغل والتحرر اقتصاديا من التبعية للخارج. وعن مدى وفرة المنتجات في شهر رمضان، أكد عليوي، أن كل الخضروات والفواكه متوفرة ويجب التصدي للمضاربة خاصة في الأيام العشر الأولى التي تشهد إقبال كبير للمواطنين على الأسواق، فيما أشار إلى أن الأسواق الرسمية وعلى قلتها ستعرف انتشارا كبيرا قبل نهاية العام الجاري لكن الأهم هو أن تمنح الفضاءات لأصحابها من فلاحين وأصحاب التخصص حتى لا تقع هي الأخرى في يد المضاربين. كما أعلن الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عن تخصيص أراضي فلاحية بولاية البيض ل 100 فلاح من معسكر والسماح لهم باستغلال مياه سد »بريزينة« في السقي لنقل تجربتهم الناجحة لزملائهم بالبيض مثلما تمكنوا من نقل تجربة زراعة البطاطا التي اقتربت ولاية البيض من تحقيق الاكتفاء الذاتي فيها. ومن جهة أخرى حمّل المصدر ذاته مصالح أملاك الدولة بالولايات مسؤولية التأخر في إعداد عقود الامتياز لصالح الفلاحين، مبرزا أن مديريات المصالح الفلاحية وديوان الأراضي الفلاحية تقوم بعملها في إعداد العقود بشكل جيد إلا أنه يسجل بطئ في معالجة تلك الملفات على مستوى مصالح أملاك الدولة. وقد زار محمد عليوي قبل الجمعية العامة للإتحاد الولائي للفلاحين بمعسكر مركب التبريد التابع للديوان الجهوي للحوم للغرب ببلدية تيزي الذي تبلغ طاقة تخزينه 10 آلاف طن ويحضر لاستقبال كميات من البطاطا الموسمية التي شرع في جنيها منذ بداية جوان الجاري، كما تفقد التعاونية الجهوية للبذور وشتائل الخضر التي اشتكى مسؤولوها من صعوبات مالية نتيجة رفض أحد البنوك جدولة أحد القروض التي استفادت منها التعاونية لتطوير تجهيزاتها. وقد أبدى والي معسكر استعداده لمساعدة التعاونية على تجاوز ظروفها الصعبة.