وإذا كان المواطن البسيط ناقم على هذا الوضع، فإن وزارة الفلاحة، ردت ذلك إلى الندرة والمضاربة والجني المبكر للمحاصيل الفلاحية، فيما أرجعها اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين إلى غياب تنظيم قانوني للأسواق• وفسر اتحاد الفلاحين هذا الخلل بالندرة و''أطراف ترغب في التشويش على الحملة الانتخابية التي يخوضها المتنافسون لقصر المرادية''، حسبما أشار محمد عليوي ل ''الفجر''• يستمر لهيب أسعار الخضر والفواكه عبر كامل الأسواق الوطنية منذ بداية الأسبوع الحالي، وجاء هذا الارتفاع الكبير في الأسعار تزامنا مع التهاب الحملة الانتخابية التي تحمل وعودا بجعل المستوى الاجتماعي والاقتصادي للجزائريين في مصف المستويات الدولية المتعارف عليها في حال الوصول إلى قصر المرادية• وحسب جولة قادت ''الفجر'' إلى بعض هذه الأسواق بالعاصمة كسوق باب الوادي وسوق علي ملاح بوسط العاصمة، فإن اللوحات الموضحة لأسعار السلع المعروضة، توحي للمتسوق من الوهلة الأولى أن السوق تشهد اختلالا ولهيبا جنونيا لم يسبق له مثيل، حيث كان يعرف ارتفاع أسعار منتوج واحد دون غيره كأزمة البطاطا في الصائفة الماضية، ما جعل الكثير من المواطنين يندهشون على اعتبار أن مثل هذه الأمور اعتادوا على مصادفتها في مناسبات معينة مثل شهر رمضان الكريم، حيث يستغله التجار لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح• وحسب ما لاحظناه في السوق، فلا وجود لمنتوج فلاحي يقل سعره عن 55 دج للكيلوغرام، وهو حال آخر نوعية من البطاطا المعروضة، فيما وصلت النوعية الجيدة منها سقف 70 دج وبلغ سعر البصل والجزر 60 دج، أما منتوج السلاطة فقد قفز هو أيضا إلى 80 دج، فيما حطم سعر الفلفل بجميع أنواعه رقما قياسيا ببلوغه سقف 180 دج للكلغ• وعن أسباب هذا الارتفاع الجنوني لأسعار المنتجات الفلاحية، برأ تجار التجزئة ذمتهم، حسب ما أدلى به بعضهم ل ''الفجر''، مرجعين ارتفاعها إلى أسواق الجملة، فيما أقر البعض منهم بتراجع حركية السوق بحر هذا الأسبوع بسبب لهيب الأسعار مقارنة بما كانت عليه سابقا• أما المواطن البسيط، فقد صب جام غضبه على غياب الرقابة من جهة وجشع التجار من جهة أخرى، محملا المسؤولية للفلاح الذي يستفيد من مزايا، آخرها مسح الديون، لكن دون أن يحظى المستهلك من الآثار الإيجابية لهذه المزايا التي منحتها الدولة لدعم الإنتاج الفلاحي الوطني''• من جهة أخرى، أفادت وزارة الفلاحة على لسان جمال برشيش، المكلف بالإعلام والاتصال في تصريح ل ''الفجر''، أن ظاهرة ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية مردها إلى المضاربة والجني المبكر للمحاصيل الزراعية، أغلبها لمنتجات البيوت البلاستيكية، كما تتوقع وزارة الفلاحة أن تعود الأسعار إلى مستواها بعد أسبوعين على أكثر تقدير، حسب نفس المصدر• فيما أرجع محمد عليوي، الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، السبب إلى ''وجود حملة مغرضة من وراء حملة الإنتخابات الرئاسية'' في إشارة منه إلى محاولة تعكير صفو الحملة الانتخابية التي يتنافس عليها ستة مترشحين لقيادة البلاد بعد التاسع أفريل المقبل، غير أنه لم ينكر وجود عوامل أخرى ساهمت في لهيب الأسعار، منها، حسبه، عدم وفرة الإنتاج وضعف وسائل التخزين لدى عدد كبير من الفلاحين• وفي نفس السياق، أرجع اتحاد التجار والحرفيين في تصريح للأمين العام، صالح صويلح ذلك إلى ارتفاع الطلب أمام قلة العرض، بالإضافة إلى مضاربة بعض التجار والأهم من ذلك، حسب نفس المصدر، هو وجود فراغ قانوني في تنظيم الأسواق ما يرشح استمرار هذا النوع من الأزمات بالأسواق الجزائرية•