نظمت ولاية إيليزي، أول أمس ،احتفالية خاصة بالذكرى الثامنة لرحيل رائد الأغنية التارقية لفنان الراحل أمبارك عثماني المعروف فنيا ب عثماني بالي، في أجواء مميزة صنعها محبو ورفاق ابن عروس الطاسيلي مسترجعين بذلك المسيرة الفنية الحافلة بالعطاء الثقافي و الفني لعثمان بالي. وخصص بالمناسبة برنامج احتفالي ثري بحي »تين جضاظ« مسقط رأس الفنان ،حيث توجه جمع من عائلته ورفقائه إلى مقبرة »أغوم« لقراءة الفاتحة على روحه وإقامة وعدة وختم القرآن الكريم. كما خلل البرنامج أيضا ندوة مفتوحة حول حياة الفنان الراحل وأهم إنجازاته الفنية التي جاب بها كل قارات العالم وكذا تكريم عائلة الفقيد و رفقائه الذين لازموه طوال حياته الفنية مرتحلين معه أينما حل و أرتحل عبر أصقاع بلدان العالم. وقد رحل الفنان القدير عثماني بالي بمسقط رأسه في جوان 2005 إثر فيضان وادي جانت. وباختفاء هذا المغني الرمز الذي جرفته فيضانات وادي »إيدجريو« فقد رحل معه جزء من أغاني وموسيقى الأسلاف التي تناقلتها الأجيال إلى أن وصلت إلى عائلته بالطاسيلي ناجر،. فبعد أن تلقى تعليمه بالمدرسة القرآنية »تين خاتمة« سنة 1963 التحق بالي بالمدرسة الابتدائية الوحيدة آنذاك بجانت، قبل أن ينتقل إلى تمنراست لمواصلة تعليمه الثانوي، حيث بدأ عثمان بالي هناك مشواره الفني وكشف عن مواهبه الفنية كمغنٍ وراقص في فرقة الثانوية،. ومن هنا بدأت رحلة تنقل عثمان بالي نحو العاصمة ليشارك في مختلف التظاهرات الثقافية الوطنية والدولية، بعد أن كوّن فرقته الموسيقية الخاصة به سنة ,1987 . عثمان بالي يمثل مرجعا كبيرا في كل الأزمنة نظرا لتمكنه من العزف على آلة العود بحب وتفان. كما كان بمثابة سفير للموسيقى والأغنية التارقية عبر أقصى جنوب شرق الوطن عموما وجانت خصوصا. وكان مبارك عثماني المعروف باسمه الفني عثمان بالي الذي ولد في ماي 1953 وتوفي في 17 جوان ,2005 مغنيا يتميز بصوت دافئ يؤلف أغانيه حسب طابع »التندي« اللون الموسيقي الذي يميز منطقة جانت، حيث ساهم عثمان بالي في تعريفه للجمهور في شتى أنحاء العالم. وترعرع ابن جانت بأقصى جنوب الوطن بين أحضان عائلة من الشعراء وممن يتذوقون الموسيقى، حيث تعلم الموسيقى على يد والدته التي كانت إحدى مغنيات »التندي«. واستطاع هذا الفنان »صالمعجزة« الذي كان مؤلفا وملحنا ومغنيا في نفس الوقت أن يرتقي بالموسيقى التارقية ليعطيها بعدا عالميا. كما كان عثمان بالي المتمسك بتقاليده منفتحا على الألوان الموسيقية الغربية، إذ سجل ثلاث مجموعات من الأغاني رفقة المغني الأمريكي من أصل هندي شروكي ستيف شهان إلى جانب أدائه رائعة موسيقية رفقة عازف الجاز الفرنسي جون مارك باد وفاني.