أكد وزير المجاهدين محمد شريف عباس، أن معرض» ذاكرة وانجازات« المنظم من طرف وزارة المجاهدين هو فرصة لاستنطاق التاريخ والأحداث، إلى جانب الكشف عن المعاناة التي تحملها الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار. أوضح محمد شريف عباس خلال الندوة الصحفية التي نشطها بالمناسبة أن معرض »ذاكرة وانجازات« المنظم بقصر المعارض » سافكس« بمبادرة من وزارة المجاهدين يندرج في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر، حيث يعد وقفة هامة عند مسيرة نضال وكفاح الشعب الجزائري التي أشعلت لهيب المقاومة جيلا بعد جيل إلى أن بلغت ذروتها في ثورة أول نوفمبر، بالإضافة إلى أنه فرصة لتقدير حجم الجهود التي بذلتها الجزائر المستقلة على مدى خمسين سنة، بداية من محو آثار الاستعمار، إلى إرساء أساسات الانطلاق نحو تنمية شاملة تعتمد على سواعد وعقول أبناء الجزائر وعلى المتاح من الإمكانيات، كما أنها مثالية لإذكاء نشوة الاعتزاز بالمكاسب النوعية التي تحققت على أكثر من صعيد. وأضاف الوزير أن المعرض الذي انطلقت فعالياته يوم20 من الشهر الجاري ويستمر إلى غاية 7 جويلية القادم هو بمثابة فرصة لاستعراض جميع طرق مقاومة الشعب الجزائري في وجه المستعمر الغاشم، بالإضافة إلى تقدير حجم التضحيات التي تكبدها الشعب الجزائري من أجل تحقيق النصر واسترجاع سيادته الوطنية، مع الوقوف على مسيرة ونضال الشعب، مضيفا» المعرض مناسبة لتلخيص مستوى المجهودات الدولة الجزائرية من خلال إبراز جهود الدولة وكذا قطاع المجاهدين منذ الاستقلال فيما يخص التكفل الصحي والاجتماعي لذوي الشهداء والمجاهدين على غرار ترميم وصيانة مقابر الشهداء باستمرار وإقامة معالم تاريخية مع ترميم كبريات السجون وغيرها مع انجاز المتاحف على المستوى الجهوي والوطني، إلى جانب كشف جهود شبابنا الناشئين من مختلف الفنون والتقنيات التي ساهمت في انجاز المعرض بكل دقة وجمالية. وأشار الوزير إلى أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال هي فرصة متجددة للعودة إلى منابع الذاكرة واستنهاض الخوالي من الأحداث ودق جرس الاهتمام بالتاريخ الوطني وضرورة جعله في موضعه كمقوم من مقومات الوجود وعنصرا من عناصر توطيد التلاحم الوطني والتواصل بين الأجيال. وذكر الوزير أن فكرة تنظيم المعرض جاءت قبل سنة من خلال الاستعانة ببعض المختصين والفنانين، ليتم تجسيده في ظرف 7 أشهر، مؤكدا في ذات السياق أن الفريق الذي سهر على إعداده جزائري مائة بالمائة. لا يمكن جمع المسار التاريخي للأمير عبد القادر في فيلم سينمائي واحد اعتبر وزير المجاهدين محمد شريف عباس أنه لا يمكن جمع المسار التاريخي للأمير عبد القادر في فيلم سينمائي واحد لا تتجاوز مدته الساعتين لما يحمله من محطات تاريخية متعددة المجالات والميادين. وقال الوزير خلال ندوة صحفية نشطها عقب الافتتاح الرسمي لمعرض الذاكرة والإنجازات، الذي أشرف عليه الوزير الأول عبد المالك سلال، إذا أردنا أن ننصف التاريخ الجزائري فيستحيل إعداد فيلم سينمائي عن مسار الأمير عبد القادر في ساعة ونصف أو ساعتين. وأوضح عباس أن هناك طريقة واحدة للتطرق إلى شخصية الأمير عبد القادر في إطار عمل سينمائي تتمثل في تقسيم مساره التاريخي إلى عدة أجزاء قد يصل عددها إلى عشرة يستغرق كل واحد منها ساعة ونصف أو أكثر. وأشار في هذا الصدد أن كل جزء يجب أن يخصص إلى جانب من جوانب حياة الأمير عبد القادر ومساره التاريخي الذي يشمل عدة مجالات كمقاومة الاستعمار والتصوف والشعر وحقوق الإنسان والدبلوماسية وقيادة الجماهير والإفتاء والجهاد والتنظيم العسكري و غيرها. ومن جهة أخرى ذكر السيد عباس بالأفلام السينمائية التي بادرت وزارة المجاهدين بإنتاجها و الخاصة برموز الثورة التحريرية على غرار الأفلام التي تكفل بإخراجها أحمد راشدي و هي »مصطفى بن بولعيد« في 2009 وكريم بلقاسم الذي هو في قيد الإنجاز وآخر مبرمج مستقبلا عن العقيد لطفي. وأضاف أن وزارته ستنتج أيضا في المستقبل أفلاما تاريخية حول الشهداء زيغود يوسف وسي الحواس و بوقرة. عملية ترميم السجون المستعملة خلال فترة الاستعمار الفرنسي لازالت في بداياتها أوضح وزير المجاهدين محمد شريف عباس أن عملية ترميم السجون و المعتقلات المستعملة خلال فترة الاستعمار الفرنسي بغية تحويلها لمتاحف الذاكرة لازالت في بداياتها و تتقدم بصفة تدريجية. وأشار عباس أن هناك صعوبة في إحصاء كل السجون الاستعمارية على مستوى التراب الوطني لأن -كما قال- في كل بلدية وفي كل منطقة كانت هناك مراكز للتعذيب وأخرى للاعتقال. وبعد أن ذكر بأن عدد الجزائريين و الجزائريات الذين سجنوا خلال فترة الإستعمار الفرنسي يصل إلى ثلاثة ملايين، أكد عباس أن قطاعه الوزاري قد شرع في ترميم البعض من هذه المراكز و هو يتقدم بطريقة تدريجية وأن العمل متواصل. وألح أنه علاوة عن المعتقلات الكبرى كسجن سركاجي أو الحراش أو سجن لامبيز هناك عدد لا يحصى من المراكز في كل ولاية من ولايات الوطن مشيرا إلى أن عملية ترميمها وصيانتها تتطلب كذلك الملايير من السنتيمات. وذكر على سبيل المثال الاتفاق المبرم بين وزارة المجاهدين والعدالة لتحويل سجن سركاجي إلى متحف للذاكرة فور الانتهاء من استعماله كسجن من طرف الوزارة الوصية مشيرا من جهة أخرى أن عملية الترميم و الصيانة لا تخص السجون فقط بل حتى مقابر الشهداء.