سيشرع في تصوير اللقطات الأولى من الفيلم السينمائي الثوري » العربي بن مهيدي« للمنتج والمخرج الجزائري بشير درايس في أفريل القادم بعد تعتر المشروع عدة مرات بسبب نقص الدعم المالي. العمل الذي كتب سيناريو أحداثه الإعلامي والروائي الجزائري المغترب مراد بوربون الذي سبق له أن كتب سيناريو فيلم »كندي« الذي أخرجه عامر بهلول، يتوقع انتهاء تصويره نهاية سنة .2014 الفيلم السينمائي الثوري الذي يتطرق للسيرة النضالية للشهيد البطل العربي بن مهيدي، لاتزال التحضيرات جارية للشروع في تصويره ، حيث لا يزال فريق الإنتاج في رحلة بحث عن التمويل وإكمال الميزانية المتبقية التي يتطلبها المشروع السينمائي، إلى جانب الدعم المالي الذي أبدت وزارة الثقافة موافقتها عليه. وسيتم تصوير العمل بكل من العاصمة، بسكرة، منطقة القبائل، وهران وتلمسان، كما ستصوّر بعض المشاهد بكل من مصر والمغرب. سيناريو الفيلم الذي ألفه الإعلامي والروائي الجزائري المغترب مراد بوربون الذي سبق له أن كتب سيناريو فيلم »كندي« الذي أخرجه عامر بهلول، وهو صاحب رواية »المؤذن« الشهيرة التي صدرت سنة .1962 يتناول حياة العربي بن مهيدي من كل جوانبها الشخصية والنضالية. كما اتصل المخرج بشير درايس بالممثل الجزائري المغترب الطاهر رحيم الحائز على جائزة» السيرزار« الخاصة بأحسن ممثل ، ليتقمص شخصية البطل العربي بن مهيدي. تجدر الإشارة إلى أن الشهيد العربي بن مهيدي ولد عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 انضم لصفوف الكشافة الإسلامية »فوج الرجاء« ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان. كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الجزائرية وكان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية منها، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل اندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية »في سبيل التاج« التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر فكرة الجهاد ضد الاستعمار. كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية، وقد كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أوت 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية آنذاك يقول إنه شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة» إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب «وأيضا» أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا«، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة وهران، كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر »الصومام« التاريخي في 20 أوت ,1956 وعين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية »القيادة العليا للثورة«، قاد معركة الجزائر بداية سنة .1956 اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس ,1957 بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.