أكد عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية أن حزبه سيخوض رئاسيات 2014 ولهذا الغرض سيشرع المكتب الوطني في مشاورات مع الطبقة السياسية خلال الأيام المقبلة على أن يكون الفصل في خيارات المشاركة سواء من خلال مرشح مشترك لأحزاب لمعارضة أو بمرشح يمثل الحزب في دورة استثنائية لمجلس الشورى تعقد بعد الشهر الفضيل. حسب ما جاء على لسان جاب الله أمس في الندوة الصحفية التي عقدها أمس فإن مجلس الشورى فصل في اجتماعه الأخير نهاية الأسبوع لصالح المشاركة في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في أفريل ,2014 وكلّف المكتب الوطني للجبهة بفتح نقاش داخلي مع القواعد النضالية ومع الطبقة السياسية حول الموضوع، وقال إن مشاركة الحزب مفتوحة على كل الاحتمالات سواء بدعم أحد المترشحين للسباق الرئاسي أو خوض المعركة الانتخابية بمرشح مشترك مع بقية أحزاب المعارضة أو خيار تقديم مرشح عن جبهة العدالة والتنمية، على أن يحدد مجلس الشورى خيار المشاركة في دورة طارئة يعقدها عقب شهر رمضان. وأكد جاب الله أن قيادة الحزب بادرت بمشاوراتها مع الشركاء السياسيين بشأن الاستحقاق الرئاسي بلقاءات جمعتها مع قيادتي حركتي النهضة وحمس في انتظار أن تمتد المشاورات إلى تشكيلات سياسية أخرى في الأيام المقبلة، وفي المقابل تحفّظ جاب الله في ردّه على أسئلة الصحفيين بخصوص تأكيد ترشحه للاستحقاق الرئاسي، واجتهد في الظهور بمظهر الزاهد في الترشح لمنصب القاضي الأول للبلاد وأن القرار في يد مجلس الشورى قائلا : لم تكن لدي نية أو رغبة في الترشح لرئاسيات 1999 و2004 وأن قيادة الحركة آنذاك هي التي أصرّت على ترشيحه في إشارة منه إلى أن السيناريو نفسه سيتكرّر حيث لن يكون بوسعه معارضة مؤسسات الحزب وهيئاته إن هي رأت ترشيحه للاستحقاق. وعن التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب اتحاد الحركة الشعبية عمارة بن يونس القائل إن عهد قال الله قال الرسول اعتبرها عبد الله جاب الله صادرة عن إنسان جاهل وخاطبه بالقول :أنت الذي انتهيت. كما جدّد مؤسس حركتي النهضة والإصلاح مطلب تفعيل المادة 88 من الدستور لعزل رئيس الجمهورية بدعوى عدم قدرته على ممارسة مهامه الرئاسية، وقال إن الرئيس بوتفليقة مريض منذ أشهر وأن السلطة تمارس باسمه وأن الأفضل له أن يستقيل ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة. وفي سياق موصول وجّه رئيس حزب العدالة والتنمية انتقادات بالجملة للنظام القائم ووصفه بنظام العسكر، مبرّرا الانشقاقات التي حدثت في الحزبين اللذين أسسهما لكونه مستهدفا من قبل السلطة، وقال إن استهدافه هذا ليس وليد اليوم بل يعود إلى سنوات السبعينات والثمانينات عندما أسس حركة الإخوان في الجزائر. ووجد جاب الله في الحراك الدائر في مصر فرصة للعودة إلى مرحلة التسعينات وتوقيف المسار الانتخابي، معتبرا ما حدث في مصر هو تكرار للسيناريو الجزائري عندما انقلب حسبه العسكر بالتعاون مع التيار العلماني الاستئصالي للانقلاب على الشرعية، منددا بما يتعرّض له أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، كما اعتبر ما حدث في مصر من شأنه تعزيز نفوذ النظام القائم في الجزائر والذي تسيطر على مقاليد الحكم فيه حسبه المؤسسة العسكرية.