الإسلاميون يبحثون دعم مرشحهم في الرئاسيات أو وجه يوحد المعارضة تسعى الأحزاب الإسلامية، لتنسيق مواقفها قبل موعد الانتخابات الرئاسية، من مشاورات ولقاءات بين قادة هذه الأحزاب للحسم في عدة خيارات مطروحة للنقاش، ومنها إمكانية دخول معترك الرئاسيات بمرشح واحد عن التيار، أو دعم مرشح يمثل المعارضة بكل أطيافها حتى وان كان خارج التيار الإسلامي، أو إعلان التيار الإسلامي مقاطعة الانتخابات المقررة في 2014. شرعت حركة مجتمع السلم في إجراء سلسلة من المشاورات السياسية مع مختلف التيارات السياسية لبلورة تصور موحد إزاء المشهد السياسي، وقال قيادي في الحركة، أن رئيسها الجديد عبد الرزاق مقري، التقى خلال الأيام الأخيرة، كل من أحمد بن بيتور رئيس الحكومة السابق، والمرشح لخوض الرئاسيات، إضافة إلى الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم. كما التقى مقري الثلاثاء، برئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، واستمر النقاش لأكثر من ساعتين، وتم خلاله مناقشة الأوضاع السياسية في البلاد، وغياب رئيس الجمهورية لأسباب صحية استدعت نقله إلى فرنسا، وتم التطرق إلى موضوع رئاسيات 2014، وناقش مقري وجاب الله، كل الاحتمالات بما فيها إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، أو في موعدها المحدد. وتم الاتفاق خلال اللقاء، على الشروع في سلسلة من المشاورات مع كل أحزاب التيار الإسلامي لاتخاذ موقف موحد من رئاسيات 2014، وطرح على الطاولة عدة خيارات، منها دعم مرشح عن التيار الإسلامي في الرئاسيات، لتفادي تشتت الأصوات كما وقع في الانتخابات السابقة، أو إعلان كل الأحزاب الإسلامية خيار المقاطعة إذا كانت المؤشرات لا توحي بتنظيم انتخابات نزيهة. واتفقا كل من مقري وجاب الله، على مواصلة المشاورات، بغية تشكيل توسيع الاتفاق الذي قد يتم التوصل إليه، لأحزاب أخرى غير إسلامية، وسيتم طرح خيار بديل وهو دعم مرشح للمعارضة يجمع الأحزاب الإسلامية وغيرها، والتي ستدعم مرشح واحد يمثل تيار المعارضة، حتى وان كان هذا المرشح خارج التيار الإسلامي. ومن المنتظر أن يلتقي رئيس حركة حمس، خلال الأيام القادمة، مع قادة بعض الأحزاب السياسية، وشخصيات للتباحث حول إمكانية دعم مرشح موحد في الرئاسيات، ونفى قيادي من الحركة، أن تكون الأحزاب قد اتفقت على اسم مرشح معين، مؤكدا أن كل الخيارات مفتوحة، بدعم مرشح موحد عن الإسلاميين، أو مرشح باسم المعارضة، أو خيار مقاطعة الانتخابات الرئاسية إذا استمر الغموض الحاصل في الساحة السياسية. من جانب أخر، أكد قيادي في جبهة العدالة والتنمية، أن يكون قرار عبد الله جاب الله، بعدم الترشح في الرئاسيات هو "موقف رسمي للحركة"، موضحا بان أي قرار بهذا الخصوص سيتم البث فيه خلال اجتماع مجلس الشورى للحركة، للنظر في إمكانية التقدم بمرشحها أو دعم مرشح للتيار الإسلامي، نافيا في الوقت ذاته، وجود أي نية لدى قيادة الحزب للانخراط في التكتل الأخضر، بسبب الخلافات القائمة مع حركة الإصلاح، وقال بان عدم الانضمام إلى التحالف لا يمنع التنسيق مع الأحزاب الإسلامية الأخرى سواء داخل قبة البرلمان أو خارجه.