رغم تحذيرات الأطباء من المخاطر الصحية التي يمكن أن تنجم عن استهلاك المشروبات المعرضة لأشعة الشمس، إلا أن العديد من المواطنين لا يبالون بالعواقب خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث نجدهم يصطفون أمام طاولات بيع مشروب "الشاربات"، لاقتناء كيسا يطفئ ظمأهم عند الإفطار بعد يوم شاق من الصيام. بسبب حرارة الجو التي تشهدها البلاد هذه الأيام، عرفت تجارة بيع مشروب »الشاربات« انتعاشا واسعا حتى أنه في الأسرة الواحدة يمكن أن يجلب كل واحد معه كيسا، هذا الأخير الذي أصبح ينافس المشروبات الغازية الأخرى التي يرتفع ثمنها مقابل »الشاربات« الذي يعرض اللتر الواحد بمبلغ لا يفوق 40 دينارا وهو سعر في متناول الجميع. ومن خلال جولة استطلاعية قادت »صوت الأحرار« إلى بعض الأسواق والمحلات الخاصة ببيع الشاربات، لاحظنا ونحن نتجول بأسواق العاصمة على غرار سوق »كلوزال« بالعاصمة، تجمع عدد كبير من المواطنين حول هدف واحد وهو الحصول على هذا المشروب الذي نجح في منافسة المشروبات الغازية الأخرى التي كانت في السابق سيدة المائدة الجزائرية في رمضان، أين أكد لنا أحد الباعة أنه يجلب حوالي 300 كيس لتباع في ظرف يومين، مضيفا أن مشروب »الشاربات« يعرف إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة من طرف المشترين خاصة وارتفاع درجة الحرارة، حيث تجد العديد من المواطنين خاصة فئة الشباب منهم يتهافتون لاقتناء هذا المشروب المنعش الذي يحضر بمقادير بسيطة على غرار الماء ،الليمون و يضاف إليها القليل من ماء الماء الزهر ليعطي للعصير نكهة خاصة. اقتربنا من بعض المواطنين الذين أكدوا لنا أنهم لا يمكنهم الاستغناء عن شراء مشروب »الشاربات« في رمضان باعتباره سيد المائدة الرمضانية بعد الأطباق التقليدية الأخرى، حيث اعتبرت إيناس من بوزريعة، قالت أنها لا تستطيع أن تضع مائدتها الرمضانية دون عصير الشاربات الذي يعد مهما ، حيث يحرص زوجها على اقتنائها يوميا وذلك بغية تلبية طلب أطفالنا. في حين أكدت هناء، أن إقبالها على شراء مشروب الشاربات يعود إلى إصابتها بمرض القولون، حيث تفضل شراءه بدل المشروبات الغازية التي تزيد من حدة المرض، مؤكدة أنها تشتري لترا واحد كل يوما. وقالت سامية 55 سنة أنها لا تقتني مشروب الشاربات لأنها تخاف من مصدرها نتيجة بيع هؤلاء التجار لهذا العصير داخل أكياس شفافة بلاستيكية شفافة لاتحمل أي اسم أو طابع أو عنوان، كما أنها معرضة تحت أشعة الشمس، متسائلة لماذا يشتري الناس الشاربات فتحضيرها في المنزل أمر سهل ويتم في دقائق بالإضافة إلى أنه مضمون من الناحية الصحية. ولمعرفة رأي الاخصائيين في الموضوع اتصلنا بالطبيب العام بورنان عبد الحكيم، حيث حذر من شراء الشاربات التي تعرض تكون قبلة لأشعة الشمس، مع ضرورة أخذ الحيطة من هذا المشروب، حيث لابد من مراعاة شروط النظافة سواء المتعلقة بالشخص الذي يحضرها أو الوسط الذي تحضر فيه ، إلى جانب شروط الحفظ والتبريد التي تكون غير المطابقة للمعايير، على غرار النوعية وكمية المواد التي تدخل في صنعها التي تضر بصحة المستهلك وكذا مصدر الماء المستعمل في إعداد هذا المشروب. وأضاف ذات المتحدث، أن مدة صلاحيتها لا تتجاوز يومين كأقصى تقدير، حيث أن المواد السائلة تقل مدة صلاحيتها بالمقارنة مع المواد الصلبة، حيث شراء كيس الشربات يمكن أن يسمم عائلة بأكملها نتيجة التفاعلات التي تحدث بين مادة الكيس البلاستكي والمشروب الذي يكون عرضة لأشعة الشمس، مؤكدا أن هناك أكياس بلاستيكية مخصصة لهذا النوع من المشروب وللأسف يقول هناك بعض الباعة من يضعها في أكياس بلاستيكية عادية ولا نعرف نوعيتها. و بخصوص هذا نصح الطبيب بورنان، جميع المواطنين بالتخلي عن شراء المشروبات التي تكون عرضة لأشعة الشمس، حيث أنها لا تخضع لأي معايير وتساهم بشكل مباشر في حدوث مضاعفات صحية .