تعرف أسواق العاصمة انتشارا كبيرا لبيع المنتوجات التي تعرف استهلاكا واسعا في شهر رمضان الكريم، على غرار شاربات بوفاريك التي احتلت الصدارة هذه الأيام وسبقت حلول الشهر الكريم بأيام. ورغم انحسار بيعها في باقي أيام السنة عادت شاربات بوفاريك مع حلول شهر رمضان لتتربع على عرش المشروبات الرمضانية بلا منازع. يشهد شهر رمضان منافسة بين مختلف المنتوجات الغذائية، وقد استطاعت شاربات بوفاريك هذه السنة أن تلفت الانتباه، وأن تزحزح مكانة أكبر المشروبات الغازية والعصائر المحلية والعالمية التي طالما تربعت على عرش المائدة الرمضانية. استطاعت شربات بوفاريك أن تفرض نفسها وأن تكتسح الموائد الرمضانية في جميع البيوت، مزاحمة أكبر المنتجات الوطنية والعالمية التي يكثر عليها الطلب في مثل هذه المناسبات، خاصة مع الارتفاع الأخير في درجات الحرارة، حيث تشهد تسابقا للناس لاقتناء المشروبات التي تخفف عنهم حرارة الجو وتطفئ ظمأ الصيام. والمار في مختلف شوارع العاصمة والمدن المجاورة لها يشهد طوابير طويلة أمام محلات بيع الشاربات، وتحولت العديد من محلات الأكل السريع الى بيع الشاربات، فاسحة المجال لتجارة جديدة بدأت تعرف رواجا كبيرا، وأغلب هذه المحلات هي محلات الأكل السريع والمخابز وبعض المقاهي بالإضافة إلى الطاولات التي نصبت في الشوارع لهذا الغرض. والشاربات هي عبارة عن عصير ليمون تضاف إليه بعض المنكهات الاصطناعية وقد أدى الإقبال الشديد عليها إلى زيادة نقاط بيعها بشكل كبير، ولا يدهشك منظر الناس وهم يحملون في أيديهم أكياسا بلاستيكية لشاربات بوفاريك ويتدافعون من أجل الظفر بكيس قبل نفاد الكمية. شاربات بوفاريك تعلن بدء شهر الصيام أعلن التواجد الكبير لشاربات بوفاريك في الشوارع عن بدء شهر رمضان الكريم، ولم يدرك الكثير من باعة الشاربات أن عشاق هذه المادة سيزدادون بسرعة وأنها ستحظى بهذه الشعبية الكبيرة وبهذه السرعة الفائقة. وقد عاد ذلك عليهم بالنفع الكثير، فكيس من الشاربات الذي يصل ثمنه إلى 20دج أغرى الكثير وأثار فضولهم لتذوق هذا المشروب الذي تربع على عرش المائدة الرمضانية هذا العام. وإن كانت شاربات بوفاريك قد ظهرت منذ فترة، كما يقول مراد بائع الشاربات، إلا أنها بدأت تعرف إقبالا متزايدا كل عام يترجمه تزايد عدد عشاقها ومحبيها الذين لا يستغنون عنها في موائد إفطارهم. ويضيف أن الكمية التي يحضرها تنفد بسرعة، ''وهناك من الزبائن من يقدم طلبا مسبقا قبل أن أبدأ في صنعها''. ويبدو أن قصة شاربات بوفاريك التي أزاحت الكثير من المشروبات الغازية المشهورة وبطريقة لم يتوقعها أحد ستواصل زحفها إلى كل المدن الجزائرية خاصة وأن هناك من المواطنين من يأخذونها معهم في أسفارهم إلى الولايات الداخلية. حديثنا مع المواطنين الذين كانوا بصدد شراء الشاربات يبين ولعهم الشديد بهذا المشروب، فأنيس ذو 24 سنة من باب الزوار بدا مصرا على أخذ نصيبه من الشرابات ذلك اليوم، وقد أخبرنا أنه يواظب على شراء الشاربات يوميا منذ حلول شهر رمضان الكريم، وأضاف أنه كثيرا ما ينسى شراء أغراض أوصته بها أمه، إلا أنه لا ينسى أبدا شراء الشاربات. وقد ذكر أن أمه دائما توجه له انتقادات بشأن الشاربات وتتحفظ على كونها تباع في أكياس، فهي تخاف من التسممات والأمراض. أما صديقه لطفي فقد أكد هو الآخر حبه لهذا المشروب وإدمانه عليه يوميا، إلى درجة أنه يكسر صيامه بشرب كأس من الشاربات قبل التوجه إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، والغريب ما صرح به أحد الباعة أن هناك من المواطنين من يشتري عشر لترات في اليوم الواحد. غير أنه وما لاحظناه وما بدا واضحا هو إقبال الناس على هذا المشروب مع أنه لا يباع بطريقة صحيحة، فملء الأكياس البلاستيكية بهذه الطريقة لا يخلو من المخاطر خاصة مع الارتفاع في درجة الحرارة وتعريض هذه الأكياس المملوءة بالشاربات مباشرة لأشعة الشمس، خاصة التي يتم بيعها على الطاولات في الاسواق الشعبية، ناهيك عن ظروف تحضيرها التي يجهلها الكثيرون. غير أنه ورغم كل ذلك ما زالت الشاربات تحظى بنفس الإقبال ويزداد كل يوم عدد المولعين بها، وهذا ما لاحظناه خلال جولتنا على مختلف نقاط بيعها التي تشهد طوابير طويلة وإقبالا شديدا ومن جميع الفئات العمرية.