تسارعت الأحداث أمس في مصر بعد تكثيف قوات الأمن انتشارها إثر خروج حشود هائلة من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في مليونية »جمعة الغضب« وسط مخاوف من انفلات الأمور والدخول في دوامة حادة من العنف والعنف المضاد. فبينما تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المتباينة أمس حول ما يجري من أحداث هناك، سابقت أعداد القتلى الزمن، في استمرار للمشهد الدموي الذي يميّز البلاد منذ الأربعاء الماضي حين خلّف فضّ اعتصامي رابعة والنهضة مئات الضحايا في صفوف متظاهري »حماية الشرعية«. الإخوان يجتاحون شوارع مصر في مليونية ''جمعة الغضب'' شهدت أمس كلّ من القاهرةوالإسكندرية وأسيوط وحلوان ودمنهور ومدن مصرية أخرى، خروج الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية الذي دعا جموع المصريين إلى مليونية »جمعة الغضب« بعد »مجزرتي« رابعة والنهضة، بينما دفع الجيش بتعزيزات عسكرية وصفت بالهائلة خاصة في شوارع العاصمة. أكّدت تقارير إعلامية أنّ السلطات في مصر دفعت بتعزيزات عسكرية هائلة باتجاه القاهرة، وخاصة منطقتها شرقها، وأوضحت أن حالة توتر شديد تسود الساحة المصرية، في ظل دعوات الفرقاء المصريين أنصارهم للخروج إلى الشوارع، خاصة بعد استخدام الأمن القوة المفرطة ضدّ المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، والذي قيل إنه أوقع 638 قتيلا. وأضافت التقارير، أنه جرى تشييع 12 جنازة في مسجد عمرو بن العاص وسط حالة من الغضب الشديد، أعقبها انطلاق مسيرات، إلى انتشار كثيف لقوات الشرطة والجيش، وأوضحت أنّ المتظاهرين شرعوا في التوافد من 28 مسجدا بالقاهرة على مسجد الفتح في ميدان رمسيس الملتقى النهائي للمتظاهرين وهي منطقة حيوية للغاية باعتبارها البوابة الرئيسية للقاهرة، بينما تحدّثت تقارير عن إطلاق رصاص كثيف ضد المتظاهرين في محيط ميدان رمسيس وسط العاصمة.وردّد المتظاهرون شعارات »الشرطة والجيش إيد وسخة« و»الداخلية بلطجية« و»الشعب يريد إعدام السفاح« في إشارة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، و»بالطول بالعرض هانجيب السيسي الأرض« و»يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح«.وفي طنطا استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق متظاهرين ضد فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث أصيب عدد من المتظاهرين، وفي الإسكندرية انتشرت قوات الجيش والشرطة بكثافة في المناطق الحيوية بالإسكندرية، وهو نفس الأمر بالنسبة للمحافظات المصرية الأخرى. ¯¯ الداخلية تأمر باستخدام الذخيرة الحيّة في إطار الدفاع عن النّفس ❍ يشار إلى أنّ وزارة الداخلية ووجهت في بيان لها ليلة الخميس إلى الجمعة تعليمات لقوات الشرطة باستعمال الذخيرة الحية ضد كل من يحاول مهاجمة قوات الأمن أو المنشات الحيوية في إطار الدفاع عن النفس، واتخذت قوات الأمن والجيش صباح أمس، إجراءات أمنية مشددة وانتشرت على محاور العاصمة وأمام المنشات الحيوية لتامين القاهرة خلال المظاهرات التي نظمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. ¯¯ الرئاسة تنتقد تصريحات أوباما وتقول إنها تواجه »أعمالا إرهابية« ❍ وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها أصدرته فجر أمس، إنّ مصر »تواجه أعمالا إرهابية تستهدف مؤسسات حكومية ومنشآت حيوية، كما أن جماعات العنف المسلح استهدفت إزهاق الأرواح والملامح الحضارية للدولة المصرية«. وانتقد البيان، مواقف الدول الغربية من تطورات الأحداث في مصر وعبرت عن خشيتها من أن تؤدي التصريحات التي لا تستند إلى حقائق الأشياء لتقوية جماعات العنف المسلح وتشجيعها في نهجها المعادي للاستقرار والتحول الديمقراطي، في إشارة إلى موقف الولايات المتحدةالأمريكية وبعض الدول الغربية. وردّت لرئاسة المصرية على إدانة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستخدام القوة في فض اعتصام مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، وقالت إن تعليقات أوباما لا تستند إلى حقائق الأشياء وقد تشجع جماعات العنف المسلح، وأوضحت الرئاسة في البيان أنها تابعت ما صدر عن أوباما بشأن الأوضاع في البلاد وأنها إذ تقدر اهتمام الجانب الأمريكي بتطورات الموقف في مصر تود أن توضع الأمور فى نصابها الصحيح. وجاء في البيان أن مصر تواجه أعمالا إرهابية تستهدف مؤسسات حكومية ومنشآت حيوية شملت العشرات من الكنائس والمحاكم وأقسام الشرطة والعديد من المرافق العامة والممتلكات الخاصة. ¯¯ عشرات القتلى ومروحيات الجيش تنشر القناصة على أسطح العمارات ❍ وتوالت أنباء سقوط قتلى في صفوف قوات الأمن والمتظاهرين في أنحاء متفرّقة في مصر، في حين لم يتمّ الإعلان عن العدد الحقيقي للضحايا في حين تحدّث وسائل إعلام عن سقوط العشرات في العاصمة القاهرة ومدن الإسماعيلية وطنطاوالإسكندرية وسيناء.ونقلت قناة »الجزيرة مباشر مصر« القطرية عن مراسلها أن مروحية تابعة للجيش المصري تستخدم لإطلاق الرصاص على المتظاهرين بميدان رمسيس بالقاهرة، في حين نقلت شبكة »رصد« عبر صفحتها على فايسبوك، أنّ مروحيات الجيش تنزل القناصة علي أسطح المباني المحيطة برمسيس لقنص المتظاهرين، وهو ما أكّدته الصور الموجودة في حساب الشبكة على موقع التواصل الاجتماعي. ¯¯ استقالة المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني ❍ تجدر الإشارة إلى أنّ خالد داوود المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني، أعلن استقالته أمس بسبب ما قال إنه دعم لعدد من أحزاب الجبهة للمواجهة الأمنية مع الإخوان، والهجوم الذي وصفه بغير المبرر على نائب رئيس الجمهورية المستقيل، محمد البرادعي، وأضاف داوود أنّه لا يمكنه البقاء ضمن جبهة ترفض التنديد بالمجزرة التي خلّفها تدخّل قوات الأمن لفضّ اعتصامات ميداني رابعة والنهضة.