ارتفعت حصيلة قتلى التفجير الذي وقع أمس الأول في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقلا لحزب الله اللبناني، صباح أمس إلى 24 قتيل وأكثر من مئتي جريح. وذكرت تقارير صحفية أن هنالك جثث لم يجر التعرف على أصحابها بعد، وقد بدأ فريق متخصص من الجيش اللبناني أمس عمليات مسح جنائي لتحديد طبيعة الانفجار وما أذا كان انتحاري هو من فجر نفسه داخل السيارة المشحونة بالمتفجرات والمواد الحارقة . ووقع الانفجار في منطقة مزدحمة بالسكان، وتسبب في أضرار فادحة في المباني والسيارات المجاورة، وأعلنت جماعة أطلقت على نفسها اسم »سرايا عائشة« المسؤولية عن الهجوم وتعهدت بمزيد من الهجمات ضد حزب الله بسبب علاقة الحزب بإيران وذلك في شريط مسجل بث على الانترنت.ويرى محلّلون أن الانفجار مرتبط بالصراع الدائر في سوريا الذي أثار توترات طائفية في لبنان، وتصاعد عمود من الدخان الأسود فوق المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية ولحقت أضرار بواجهات بنايات سكنية عدة، كما التهمت النيران العديد من السيارات، وما زال بالإمكان مشاهدة جثث متفحمة لسائقين وركاب بداخلها، ويقول مسؤولون لبنانيون إن المهاجمين استخدموا سيارة مفخخة في التفجير.وأعلن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي يوم أمس حداد على أرواح الذين قضوا جراء هذا الإنفجار، في وقت قام فيه عناصر حزب الله قاموا بإبعاد المواطنين عن مكان الانفجار وحذروا من وجود سيارة مفخخة أخرى.وأوردت قناة المنار، التابعة لحزب الله، أن الانفجار وقع في طريق رئيسي وأن المباني المجاورة لحقها دمار بالغ، وأكد وزير الداخلية اللبناني أن الحادث وقع نتيجة لانفجار سيارة مفخخة، بحسب ما ذكرته صحيفة »ديلي ستار« اللبنانية.يذكر أن انفجارا وقع في منطقة مجاورة الشهر الماضي وأسفر عن سقوط أكثر من 50 مصابا. ورغم اعتراف »سرايا عائشة« بالمسؤولية عن الهجوم، حمّل كثير من السياسيين اللبنانيين مسؤولية الانفجار لإسرائيل، وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إن الانفجار كان معدا بشكل جيد وأحد الاحتمالات أنه ربما كان انتقاما لعملية اللبونة، في إشارة إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين في جنوب لبنان الأسبوع الماضي تبناه حزب الله.وفي السياق، ندّد مجلس الأمن الدولي بشدة بالاعتداء ودعا اللبنانيين إلى الامتناع عن الانخراط في الأزمة السورية، في إشارة إلى مشاركة حزب الله في دعم نظام الأسد بحربه المستمرة منذ أكثر من سنتين ضد قوات المعارضة.وفي بيان صدر بالإجماع، أشار أعضاء مجلس الأمن ال15 إلى ضرورة ملاحقة المسؤولين عن الاعتداء الذي وصفوه بأنه عمل شنيع، وأضاف البيان أن أعضاء مجلس الأمن يدعون جميع اللبنانيين إلى المحافظة على الوحدة الوطنية أمام محاولات ضرب استقرار البلد، علما أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أدان في وقت سابق التفجير ودعا اللبنانيين إلى الوحدة.