يعتزم قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات بجامعة برج بوعريريج تنظيم ملتقى دولي حول آثار العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وذلك يومي 1110 ديسمبر القادم كمحاولة للكشف عن أهم الجوانب التاريخية والفكرية والأدبية والتربوية لهذه الشخصية الكبيرة التي وضعت نفسها في خدمة الوطن بكل مقوماته وأبعاده ويترأس الموعد الأكاديمي شرفيا الأستاذ الدكتور عبد الرحمان بن دعاس و الدكتور ذوادي بلقاسم. وحسب بيان على موقع الجامعة يشمل الملتقى محاور هي الجوانب التاريخية لشخصية البشير الإبراهيمي ، الأبعاد الفكرية والتربوية والدينية في آثار الإبراهيمي ، الخصائص الفنية في كتابات الإبراهيمي ، القضايا الوطنية و القومية و العالمية في أدب الإبراهيمي ومن المشاركين في تحريك مداخلات الملتقى نخبة من الجامعيين من مختلف الجامعات الجزائرية ومن البلدان العربية على غرار الدكتور محمد ضياء الدين خليل إبراهيم: جامعة بغداد، العراق ، الدكتور عبد الكريم العوفي جامعة أم القرى، السعودية ، الدكتور هلال بن زايد الشيادي سلطنة عمان، مسقط ، الدكتور بن يحيى عباس جامعة المسيلة ، الدكتورة حورية عروي جامعة برج بوعريريج وغيرهم . يعتبرالعلامة الأديب والمصلح التربوي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي أحد أعمدة النهضة الأدبية والفكرية والدينية والتربوية في الجزائر، كما أنه رجلٌ يشهد له التاريخ بمقاومته التاريخية ضد الاستعمار الفرنسي، وذلك من خلال آثاره وكتاباته التي كان يندد من خلالها بمحاولة المستعمر تشويه بلاده للهوية الثقافية، واللغوية، والتاريخية والأديب المصلح البشير الإبراهيمي من الكتاب الأوائل الذين مارسوا كتابة المقالة الصحفية، وقد كانت في غاية الجودة، والتميز والفصاحة في الوقت الذي كانت فيه الكتابة باللغة العربية آنذاك ضعيفة؛ بسبب قلة القراء والكتاب وعدم تشجيع المحتل للثقافة العربية وقد تنوعت الثقافة في شخصية الإبراهيمي على الرغم من القمع الفكري، والثقافي والحضاري الذي مارسه المستدمرون على أرضنا وكانت شخصيته قوية في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت حدثا تاريخيا كبيراً، من خلال بروز شخصيات إصلاحية، وأدبية وتربوية كبيرة كان لها الصدى الكبير في تاريخ الجزائر الحديث وكان ضمير الإبراهيمي يهتز لكل محاولة للمساس بالقضية الوطنية من دين أو لغة أو ثقافة، أو أرض أو إنسان، يدافع عن عرضه وشعبه وكان يعمل جاهدا إلى جانب أخيه الرجل الكبير رائد النهضة الأدبية، والفكرية، والثقافية الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله. وقد تنوعت مقالاته في الحديث عن التربية والتعلم والدين واللغة والقومية والسياسية ويعد الشيخ البشير الإبراهيمي من الأدباء الكبار الذين برعوا في الكتابة باللغة العربية وقد كان مولعا بأساليب القدامى شأنه شأن الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي، من خلال العناية بالسجع، والمحسنات البديعية، والتشبيهات، والاستعارة وغيرها ثم إننا نجد أسلوب الإبراهيمي مليئا بالكلمات العربية الفصيحة جداً، وهو دليل على حب هذا الأديب للغته الأم التي هي لغة القرآن الكريم.