ينظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات بجامعة برج بوعريريج يومي ال10 و11 ديسمبر المقبل، فعاليات ملتقى دولي حول ”آثار العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي” ابن المنطقة، بهدف الكشف عن مسيرة الرجل الذي يعد رائد فكر وعلم في تاريخ الجزائر المستعمرة، إلى جانب استعراض الجوانب التاريخية والفكرية والأدبية والتربوية لهذه الشخصية التي وضعت نفسها في خدمة الوطن. الحدث الدولي الذي يتم التحضير له، حيث حدد ال30 سبتمبر القادم لتقديم الملخصات عن الإبراهيمي، سيعرف التطرق إلى عديد المحاور المهمة التي تتناول عددا من النقاط المتعلقة بالشخصية على غرار الجوانب التاريخية لشخصية البشير الإبراهيمي وكذا الأبعاد الفكرية والتربوية والدينية في آثار وأعمال الشيخ الإبراهيمي، بالإضافة إلى الخصائص الفنية في كتاباته والقضايا الوطنية والقومية والعالمية في أدبه. هذا واشترط القائمون على الملتقى عدة عناصر بخصوص استلام الملخصات منها ضرورة أن ترافق المشاركات هذه معلومات الشخص كذكر الاسم واللقب والرتبة العلمية، المؤسسة الجامعية التي ينتمي إليها المشارك ثم عنوان المداخلة التي يجب أن تكون ضمن المحاور المذكورة، حيث سيتم إرسال الملخصات إلى القائمين على الملتقى وعبر البريد الالكتروني المخصص للتظاهرة. هذا ويعد العلامة محمد البشير الإبراهيمي واحدا من أهّم علماء الجزائر، أديبا ومصلحا تربويا وأحد أعمدة النهضة الأدبية والفكرية والدينية والتربوية في الجزائر، حيث كان رجلا يشهد له التاريخ بمقاومته للغزو الفرنسي من خلال آثاره وكتاباته التي كان يندد من خلالها بمحاولة المستعمر تشويه هوية الشعب الجزائري الثقافية واللغوية والتاريخية، حيث عرف بنضاله في سبيل إعلاء راية الإسلام واللغة العربية والوطن عاليا... الإبراهيمي ومنذ صغره كان مقبلا على العلم وتابع تعليمه في المدينة، تعرف على الشيخ العربي التبسي عندما زار المدينة عام 1913، وغادر الحجاز 1916 قاصدا دمشق، كما اشتغل بالتدريس وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تعريب الإدارات وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها الذين ذكرهم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر. وفي 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر التعليم الديني في مدينة سطيف، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية)، وبعد تأسيس الجمعية اختِير الإبراهيمي نائبا لرئيسها، وانتدب من قِبل الجمعية قيل أنها صعبة آنذاك وهي نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفي مدينة وهران، ذلك أنها كانت تعتبر معقلاً حصيناً للصوفية، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه تساعده خطابته وبراعته الأدبية، وقد امتد نشاطه إلى تلمسان والتي يعتبرها الكثيرون واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر.