تؤكد التقارير الأمنية تزايد الأخطارالمحدقة بشريحة القصر، عن طريق الإنترنيت والهاتف النقال، حيث عالجت مصالح مكافحة الجريمة المعلوماتية التابعة للأمن الوطني في هذا الإطار 64 قضية انحراف مرتبطة بتكنولوجيات الإتصال، خلال 5 سنوات، تورط فيها قصر ، فيما راح 59 قاصر و14 قاصرة، ضحية أعمال إجرامية عبر تكنلوجيات الإعلام والإتصال، على غرار الفعل المخل بالحياء، تحريض قصر على الرذيلة والاختطاف والمساس بالحياة الخاصة. وحسب المديرية العامة للأمن الوطني، فقد تم استعمال في هذه القضايا المعالجة، إما الهاتف النقال أوالأنتريت، مشيرة إلى أنه غالبا ما تجري التحقيقات القائمة في هذا السياق الفرق المختصة في حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بمساعدة الفروع المختصة في مكافحة الجريمة المعلوماتية ودعم أقسام الأدلة الرقمية التابعة لمخابر الشرطة العملية والتقنية. وجاء في الحصيلة التي قدمتها مصالح الأمن خلال الفترة الممتدة من سنة 2008 إلى 2013 ، حيث ذكرت ذات الحصيلة أيضا أنه تم خلال سنتي 2012 و2013 إجراء 18 خبرة في مجال تحليل العديد من الحواسيب والحواسيب المحمولة والهواتف النقالة وغيرها من الوسائل ذات الصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال. ووفق المعطيات التي قدمتها ذات المصالح فقد تم خلال سنة 2008 معالجة 8 قضايا من هذا النوع وتسجيل 5 ضحايا و9 متابعين قضائيا بالغين، في حين تم خلال سنة 2009 تسجيل 22 قضية من هذا النوع مع تسجيل 27 ضحية والمتابعة القضائية ضد 42 شخصا غالبيتهم بالغون. أما سنة 2010 فقد سجلت ذات المصالح 16 قضية أسفرت عن 17 ضحية من القاصر والمتابعة القضائية ل 47 شخصا بين بالغين وقصر، وفق المعطيات التي قدمتها مصالح الأمن الوطني. كما سجل سنة 2011 ما يعادل 4 قضايا وكذا عدد من الضحايا، فضلا عن المتابعة القضائية في حق خمسة أشخاص أغلبهم بالغون،أما سنة 2012 فقد سجلت 14 قضية وكذا 16 ضحية قاصرا، فضلا عن المتابعة القضائية ل 22 أشخاص غالبيتهم بالغون. وأكدت ذات المصالح أن سنة 2013 عرفت معالجة 3 قضايا مع تسجيل 4 ضحايا هن فتيات قاصرات، فضلا عن المتابعة القضائية ضد 9 أشخاص بالغين، كما نفذت ذات المصالح خلال سنتي 2012 و2013 فقط ما لا يقل عن 18 خبرة في مجال علم الإجرام متعلقة بتحليل حاسوبين و7 حواسيب محمولة و10 هواتف نقالة و9 بطاقات ذاكرة ودعائم رقمية أخرى وتؤكد مصالح الأمن أن الشباب يلجأون في أغلب الأحيان لوسائل الإتصال هذه التي أصبحت في المتناول من أجل ارتكاب أعمال غير أخلاقية بل وحتى أعمال إجرامية. وحسب المختصة في علم الإجتماع جميلة زيتوني، إن الإنترنت هو أحسن وسيلة أوجدتها البشرية لنشر العلم و المعلومات و المعرفة لتسهيل التواصل بين الأفراد و الجماعات و المؤسسات ،إلغاء الحواجز المكانية و التقريب بين الشعوب و الثقافات كما أنه مصدر للتسلية و الترفيه، إلا أن كيفية استعمال الشبكة العنكبوتية قد يشكل خطرا حقيقيا على الأطفال، موضحة أن الأنترنت لا يوفر للأطفال مزايا فقط بل هناك أخطار قد تحدق بهذه الفئة من المجتمع خاصة عبر المواقع الإباحية إذا لم يحتط الكبار ويراقبوا أطفالهم ، محذرة من التداعيات الوخيمة للمحتويات المضرة للأنترنت على الأطفال بشكل خاص في غياب مراقبة صارمة لما يبث على هذه الشبكة، حيث أن الطفل يعد الحلقة الأكثر ضعفا وبراءة في المجتمع- تضيف -. وحسب ذات المتحدثة فإن المنزل العائلي هو المكان الأمثل لتحسيس الأطفال حول الإجرام والانحراف، مشددة على ضرورة تحلبي الأولياء باليقظة وأن يكونوا متفطنين أكثر للأخطار التي تحدق بالأطفال المتمدرسين بداخل وخارج المدرسة وهذا بالتنسيق مع الأسرة التربوية داخل المدرسة ، التي يجب أن تلعب دورها في التحسيس حول الإجرام والانحراف، معتبرة أنه ينبغي على المعلم أن يفتح نقاشات ويقدم دروسا تفاعلية حول عدد من الآفات المحدقة بالأطفال.