في أجواء سحرية أوبرالية وكأنها مهربة من قصور ألف ليلة وليلة العصور الوسطى بالخيمة العملاقة التي ضاقت عن آخرها بالجمهور لم تتسع لباقي الحضور ممن أرادوا متابعة آخر ليلة من عمر المهرجان حيث شاهدنا طوابير من السيارات تنتظر وصولها للفضاء كما تراص المئات من المتفرجين عند بوابة المدخل الرئيسي علها تضفر بحيز رغم أن الأماكن كانت مكتظة ولا تسمح بدخولهم جميعا حيث لم تتسع ال1500 كرسي في إيستيعاب الجمهور الذي تدفق بأعداد ضخمة، وفي أجواء من الحماس والابتهاج أمام جمهور رائع غمرته رغبة قوية في الاستمتاع بكل وقت من هذا الحفل الأخير الذي كرس الود والأخوة بين الشعوب حيث أكمل الكثير من الحضور السهرة وهم وقوف حفل الاختتام عرف أيضا تكريم وزيرة الثقافة خليدة تومي بدرع تكرمي نظير جهودها ودعمها مساندتها للمهرجان كما تم تكريم بعض الشخصيات الجزائرية والأجنبية. و من اللحظات الأولى لهذه السهرة كانت أجواء الفرحة و المرح مرسومة على ملامح المتفرجين و أشرف المايسترو الأوكراني فولوديمير شايكو على الأوركسترا المتعددة الجنسيات و المتكونة من حوالي مئة عازف أبدعوا عزفا على مختلف الآلات الموسيقية والمجموعة الصوتية أو الكورال التابع للأوركسترا السيمفونية الوطنية الذي تضم 90صوتا من بينهم العديد من الجزائريين وعلى إيقاعات الأوركسترا واستمتاع الجمهور بالآداء الجميل بباقة من الوصلات من الريبرتوار من توقيع أسماء معروفة في الموسيقى السيمفونية منهم عباقرة التأليف الموسيقي جوزيفي فاردي و جورج بيزت و بيوتر ايليتش تشايكوفسكي و فرانتيسكو سيليا و بييترو ماسكاغني و جياكومو بوتشيني و أميلكاري بوتسييلي و ميخائيل غلينكا حيث امتزجت حماسة الكلمات بعذوبة الإيقاع لتتحقق الفرجة وجمال الصورة بأحاسيس مكتظة بالوعي . و اهتز الجمهور لصوت الفرقة الموسيقية القوي الذي أدى بعض المقاطع لجوزيبي فاردي و أخرى من «ترافياتا» المشهورة و أوبيرا «عايدة» التي تألق في أداءها كل من السوبرانو تاتيانا أنيسيموفا والتينور أندريي رومانينكو و السوبرانو بوزنياك ألا ميتزو و كان مسك ختام السهرة بمقطع «كارمونا بورانا» لكارل أورف و هو لحن مفعم بالعزم رافقه رابح قادم بنص جميل يتغنى بحب الجزائر و تعالت افترة طويلة ابتهاجا تصفيقات حارة للجمهور عرفانا لأداء الأوركسترا و المايسترو فولوديمير شيكو; وأجمع جمهور حفل اختتام الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، على نجاح هذه الطبعة، التي عرفت مشاركة عازفين محترفين من 20 دولة، استطاعوا طيلة 9 أيام، أن يحافظوا على السمعة الطيّبة التي حظي بها المهرجان منذ طبعته الأولى وهي الطبعة التي اختيرت جمهورية الشتيك كضيف شرف. في لقاء جمع « صوت الأحرار» مع مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، ومحافظ المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في دورته الخامسة المايسترو عبد القادر بوعزارة مباشرة بعد الحفل الختامي، عبر المايسترو عن ارتياحه لنجاح هذا الحدث الذي كان فرصة و سمح للجمهور بالتقرب من هذا النوع الموسيقي العالمي و إثبات هوية الاوركسترا السيمفونية الوطنية وسط أكبر الأوركسترات السيمفونية عبر العالمية. وأكد على إنبهاره بالتوافد الكبير للجمهور الذي لم تتسع له الخيمة العملاقة التي تتسع ل1400 شخص وقال أنه جد سعيد ومنبهر كون الجمهور الجزائري ظل وفيا و مواكبا على متابعة السهرات الفنية التي برمجها المهرجان في طبعته الخامسة وعلى مدار 9 أيام كاملة ، ويعكس ذلك حسبه إنفتاح المتذوق الجزائري وبالخصوص فئة الشباب على الثقافة العالمية وتفاعله مع باقي الألوان الموسيقية العالمية وليس المحلية وقال أن هدفنا الأول من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية هو التعريف بالموسيقى الجزائرية وإدراجها ضمن منظومة الموسيقى العالمية بخصوصياتها التقنية والجمالية كما نوه المايسترو بوعزارة بمكانة ودور الكورال أو المجموعة الصوتية التابعة للأوركسترا السيمفونية الوطنية والذي يضم أصوات نسائية ورجالية قوية وأضاف أن التوافد الكبير يدل على أن المهرجان إكتسب جمهوره واتسعت أعداده التي تنتظره كل سنة وأصبح موعدا مهما في أجندة عشاق هذا اللون وأبرز هويته ومكانته بفضل الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة وعلى رأسها السيدة الوزيرة خليدة تومي التي تابعت بشغف ومحبة كل السهرات وأضفت على المهرجان حضورا كبيرا ويدفعنا لضرورة إستمرارانا وإصرارنا على المضي في تكريس هذا اللون الغنائي والموسيقى العالمي كنا أشيد بالجمهور الذي منحنا الطاقة الإيجابية وحفزنا على متابعة مسارنا الجمالي والبحث في موروثنا والتلاقح مع باقي الثقافات الإنسانية من خلال نافذة الموسيقى . واعتبر المهرجان مرآة تعكس المستوى الفني والجمالي الذي وصلت إليه الثقافة الجزائرية اليوم ، شكّلت سهرات المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، وأوضح أن المهرجان بمثابة فرصة لحوار الثقافات بين مختلف دول العالم بلغة واحدة وهي الموسيقى السيمفونية، وكانت عبارة عن لحظات تبعث على الراحة والاستمتاع وقدم المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية لعشاق هذا النوع من الموسيقى لحظات رائعة بفضل المجموعات الموسيقية والأصوات الأوبرالية العالمية التي تفاعل معها الحضور . وساهم المهرجان كما يضيف محافظ المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية المايسترو عبد القادر بوعزارة في إكتشاف زيف مقولة أن الموسيقى السيمفونية في الجزائر هي موسيقى نخبوية حيث شاهدت أعداد كبيرة شغوفة من الجمهور الجزائري من عائلات وأفراد يتهافتون للظفر بمكان من أجل متابعة العروض الموسيقية وهي علامة صحية وتبرهن أن الجزائري يتذوق الفن الراقي والموسيقى العالمية على عكس ما يقوله البعض أن ذوقه متواضع كما إنبهرت للأجواء الرائعة والتفاعل مع المعزوفات الموسيقية العائلية حيث سمح اللقاء الموسيقى من لقاء الثقافات والشعوب لتعزيز العلاقات في مستوياتها ، واقترح الفنانون والعازفون على الجمهور مختارات موسيقية من تلحين أعلام الموسيقى السيمفونية أمثال ولفجونج اماديوس موزار ولودويغ فإن بيتهوفن وفريديريك شوبان وفرنتز جوزيف هايدن وفيردي في جو من الهدوء وسط تناغم الآلات الموسيقية المشكلة للجوق وكانت الليلة الإختتامية و ببرنامجها الثري والمتنوع ناجحا بكل المقاييس . من جهتهم قال الفنانون الأجانب إنهم استحسنوا كثيرا تجاوب الجمهور الجزائري معهم وأعربوا عن افتخارهم بالمشاركة في هذا المهرجان الذي يشهد تطورا نوعيا متواصلا وتمكنهم من تقاسم فرحة الجزائريين بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال ووصف محافظ المهرجان ومدير الجوق السيمفوني الوطني والعازف على آلة الكمان عبد القادر بوعزارة هذا المهرجان الذي شهد مشاركة أ?رق الفرق السيمفونية على غرار «الرباعي بوغيما» من روسيا و»الثنائي البولندي» والجوق الموسيقي ل»راديو أوكرانيا» و الجوق الملكي ل»دار الموسيقى لفالونيا» بلجيكا التي تشارك لأول مرة ، ب «أولمبياد موسيقية عالمية» معربا عن ارتياحه بالحضور القوي الذي وصفه بالجمهور الوفي والشغوف.