افتُتِح، سهرة أول أمس، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية قدمت خلاله الأوركسترا السيمفونية الوطنية والأوبرا الوطنية لبيكين حفلا مميزا، أين استمتع الحضور بليلة حالمة أطربت فيها الأوركسترا المشتركة الجزائرية-الصينية أسماع الحضور وارتقت بأذواقهم إلى مصاف الفن العالمي المنفرد الذي توجته ألحان أوبرا بيكين. حفل الافتتاح للطبعة الرابعة للمهرجان كان مميزا تميز الألحان التي عُزفت على ركح بشطارزي بقيادة المايسترو الصيني يوفينغ الذي أبدع في تسيير الأوركسترا المشتركة واللعب على أوتار العازفين طيلة السهرة، حيث عكست الألحان المقدمة التزاوج الموسيقي في الموسيقى العالمية وترجمت التبادل الثقافي والفني بين الجزائر والصين اللتين تحدثتا بلغة واحدة طيلة السهرة، البداية كانت بمقطوعة فاردي التي حلقت عاليا بعشاق الفن الراقي ولامست أحاسيسهم الدفينة، ليعرج بعدها المايسترو إلى تقاسيم راشمانينوف التي امتزجت فيها ألحان عازفي الأوركسترا بترانيم البيانو الذي داعبته بإبداع أنامل العازفة لويزة حمادي ذي الأصول الجزائرية، فصنعت الأوركسترا توليفة من الألحان المُغرية لأشهر الموسيقيين العالميين أمثال بوتشيني وبيتهوفن التي سافرت بعشاق الموسيقى عبر سيمفونيات عالمية لم تغب عنها البصمة الجزائرية التي قدمها سيد أحمد بلي تحت عنوان الشعر السيمفوني الجزائري. تواصل الحفل تحت إيقاع اللحن الجميل وأصوات أوبيرا بيكين التي صدحت عاليا بثنائية الحب التي جسدها السوبرانو الصيني روان يونكون والتينور لي شوانغ اللذين أمتعا جمهور المسرح بتمثيلية رومانسية حالمة تفاعل معها الحضور، حيث عاد المشهد بمحبي هذا اللون الفني إلى مشاهد العلاقات الرومانسية القديمة وسافر بعشاقه عبر الصوت الأوبراتي الذي يترنح بين الطبقات المرتفعة والمنخفضة، لتختتم السهرة بالسيمفونية الخامسة لبيتهوفن قبل أن يهدي المايسترو يو فينغ لمن شاركوه سهرة الافتتاح ألحانا صينية بحتة طغت عليها ألحان الناي الهادئة .