توافد جمهور غفير على قصر الثقافة مفدي زكريا، بآعالي العاصمة، لحضور حفل افتتاح الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية، وهو مشهد ينم على ذوق رفيع ومتفتح على النوع الكلاسيكي يتميز به الجزائريون، إذ امتلأت الخيمة المنصوبة لاحتضان التظاهرة عن آخرها، وتفاعل الحضور مع الجوق الموسيقي التشيكي- الجزائري الذي أمتع الجميع بوصلاته المبرمجة. ترجم الحضور الجماهيري والإعلامي لتغطية التظاهرة شهرة هذا النوع الموسيقي الواسعة، والتي بلغت مستوى مقبولا في الدورة الخامسة من عمر المهرجان، بمشاركة عشرين دولة تعد آعرق المدارس في الموسيقى السمفونية، وحظيت جمهورية التشيك بشرف افتتاح المهرجان سهرة آول آمس، كونها ضيفة شرف الطبعة. وتميزت السهرة التي أشرفت على افتتاحها وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، ببرنامج منوع، وماشد انتباه الجمهور اللمسة الجزائرية التي صبغت الأجواء، تفنن فيها قائد الأوركسترا حسن العربي، ولاسيما في الوصلة التي امتزجت فيها الأنغام الأمازيغية من منطقة تيزي وزو التي تنطق بالفرح وتعكس البهجة مع الأنغام الكلاسيكية فحدث أن تزاوجت إيقاعات البندير والدربوكة والطار مع أوتار الكمان والتشلو. في كلمته الافتتاحية، قال محافظ المهرجان، عبد القادر بوعزارة، إن المهرجان يندرج في إطار الاستمرارية وسترافق الأوكسترا السمفونية الوطنية عشرون دولة بتقاليد فنية متفردة، مضيفا أنه ارتأى أن تكون التظاهرة فضاء للتبادل والتقارب وأيضا مركزا ومنبتا لتكريم عمالقة المؤلفين العالميين كشوبان، موزار، رافال، تشايكوفسكي، بيزي وبوتشيني، وهي فرصة للجمهور الجزائري للاستمتاع بأصوات أوبرالية سوبرانو، ميتزو سوبرانو، تينور، باريتون والكورال. وأكد المتحدث أن السعي متواصل لبناء مشاهد فنية راقية والحرص على تقديمها من خلال تعريف الجمهور الجزائري بالتراث العالمي ببصمة جزائرية، وفتح مجال أرحب لحوار الحضارات. يذكر أن المهرجان مستمر إلى غاية 19 سبتمبر الجاري، وستتوالى سهراته، حسب رزنامة البرنامج، بإحياء كل من الجوق السمفوني الوطني السوري بقيادة المايسترو ميساك باغبوداريان، وجوق دار الموسيقى للاوني بقيادة المايسترو الفنلندي جون ستورقاس. وسيحتضن بهو قصر الثقافة أيضا حفلات لكل من لي ديليس دو سوزي من سويسرا، الرباعي بوغيما من روسيا، فرجينيا بلانغو ورودريغو ألفاريس من إسبانيا، جوق لتشانبر سوك من تشيكيا والجوق السمفوني لراديو أوكرانيا تحت قايدة المايسترو فولودومير شيكو. وسيستمتع الجمهور بوصلات يقدمها كل من الجوق السمفوني التونسي بقيادة حافظ مقني ومجموعة طوكيو من اليابان، الرباعي ستانهامر من السويد، مجموعة 4.1 من ألمانيا، الجوق السمفوني الوطني العراقي بقيادة محمد أمين عزت وفرقة جارونا ستوينغز من إفريقيا الجنوبية. وسيشارك أيضا في هذه الفعاليات، الجوق الملكي لدار الموسيقى لفالونيا ببلجيكا لأول مرة، سوليست جامعة أنقرة من تركيا، جوق بادلوب من فرنسا وجوق زيجيانغ سيمفوني تحت قيادة المايسترو جاو جيان من الصين والخماسي ماتلا م5 ماكسيكان براس من المكسيك. أما حفل الاختتام، فسيحييه جوق دولي بقيادة فولودومير شيكو، وسيكون مشكلا من أعضاء الجوق السمفوني الجزائري وموسيقيين من العراق، تونس، جنوب إفريقيا، الصين، سويسرا وأوكرانيا، في المقابل سيتم تنظيم محاضرات بالمعهد الوطني العالي للموسيقى.