أدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية القرار الأوروبي القاضي بتجريم الختان لأسباب دينية، وأعرب عن استغرابه لصمت المسلمين بأوروبا، خاصة وأن المجلس الأوروبي اعتبر هذه العملية انتهاكا للسلامة البدنية للأطفال، ومخالفة جنائية يعاقب عليها القانون حتى لو كانت على خلفية دينية. عبر عضو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عبد الله زكري، أمس، عن أسفه لعدم تحرك القادة المسلمين بأوروبا حيال القرار الذي أعلنه المجلس الأوروبي بخصوص تجريم عملية الختان، باعتبار أن هذا الإجراء يمس بحرية التدين ويساهم في المس بمسلمي أوروبا، كما أن هذا الطقس الديني ظل دائما يمارس من طرف المسلمين واليهود عبر مجموع التراب الأوروبي، وفي احترام تام للشروط الصحية وللقوانين الجاري بها العمل.وفي هذا الصدد أدان المجلس هذا القرار الأوروبي الذي يستفز المسلمين، مطالبا بوضع حد لهذا النوع من المس بالحرية الدينية، قائلا إن هذا الطقس يعتبر شعيرة من شعائر الدين أوصى بها الإسلام والتي ثبتت علميا صحتها، وليس انتهاكا للسلامة البدنية للأطفال، وأضاف أن ممارسته مضمونة من كل القوانين في أوروبا والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث دعا في هذا السياق إلى التمييز بين ختان الذكور وختان الفتيات باعتبار أن هذه الأخيرة تعتبر تشوها لخلق الفتيات. وكانت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي الذي يضم 47 دولة قد صادق الثلاثاء الفارط على قانون تجريم الختان ب78 صوتا مؤيدا و13 ضد و15 امتناع عن التصويت، حيث يدعو هذا القرار الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد انتهاكات السلامة الجسدية للأطفال، وبذلك تبنى المجلس الأوروبي قرارا غير ملزم يطالب بإجراء مناقشة عامة «للعمليات والتدخلات غير المبررة طبيا»، التي تجرى للأطفال، حيث أوصى البرلمان الأوروبي بتبني أحكام محددة لمنع حدوث عمليات الختان حتى يصبح الطفل في عمر يسمح له بمشاورته. من جهتها، اتهمت إسرائيل، الجمعة الفارط، هيئة رائدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان بالتحريض على الكراهية والعنصرية بدعوتها وضع ختان الذكور على أساس ديني تحت مراقبة أكثر دقة، وألقى التقرير الضوء على التشويه الجنسي للنساء، لكنه أشار كذلك إلى طقس ختان الذكور، وممارسات أخرى، وقالت إسرائيل إن المجلس يجب عليه على الفور إلغاء القرار، الذي أيده ثلث أعضاء الهيئة، وعددهم 318 وأيده 78 عضوا. وفي خطوة سابقة، كان قد قرر القضاء الألماني في 2012 فرض عقوبة على من يقوم بالختان، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الجاليتين الإسلامية واليهودية في ألمانيا التي يقوم أتباعها بختان مواليدهم الذكور، ويعتبرونه أساسياً في ممارساتهم لحريتهم الدينية، لكن وبعد نقاش طويل حول موضوع ختان الأطفال الذكور المسلمين واليهود، قررت الحكومة الألمانية إقرار مشروع قانون يسمح بختان الأطفال الذكور شريطة الالتزام بالقواعد الطبية اللازمة.