كشف الأستاذ الجامعي زهير احدادن ،أمس، عن أخلاقيات مهنة الصحافة أثناء الثورة التحريرية، والحدود التي تضبط الممارسة الإعلامية ، وأشار إلى أن الإعلام آنذاك كان يستهدف الاستعمار وليس الشعب الفرنسي، مؤكدا أن الدعاية التي كان يقوم بها الثوار الجزائريون كانت بتوجيه من جبهة التحرير الوطني. تحدث الدكتور احدادن في ندوة نظمتها جريدة الشعب بالتنسيق مع يومية »لوريزون« الناطقة بالفرنسية حول »الإعلام الجزائري إبان ثورة التحرير و مكانة الصحافة العمومية المكتوبة« بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة، عن النظام الإعلامي خلال الثورة الذي كان تضبطه قواعد وقوانين، إضافة إلى المؤسسات الإعلامية وصولا إلى القائمين على الرسائل الإعلامية من صحفيين وتقنيين، مبرزا خصوصية النظام الإعلامي الثوري القائم على السرية. وركز الأستاذ الجامعي على أخلاقيات مهنة الصحافة أثناء الثورة التحريرية، وقال انه كانت هناك حدود لايجب تعديها، مضيفا »كنا نسب الاستعمار ولا نسب فرنسا الحضارة والأمة والشعب الفرنسي، ولم نكن نمجد القتل و سفك الدماء بل كنا حاملين لرسالة شعب يتوق إلى التحرر و استرجاع السيادة«. وعدد الدكتور المحاضر الوسائل الإعلامية التي كانت تنشط خلال الثورة من المقاومة إلى المجاهد إلى الإذاعة »صوت الجزائر الحرة والمكافحة« ثم وكالة الأنباء الجزائرية«، مشيرا إلى المناضلين الذين كانوا وراء تأسيسها من محمد بوضياف، عبان رمضان، يوسف بن خذة، سعد دحلب، عبد الحفيظ بوالوصوف، محمد اليزيد وأحمد بومنجل رحمهم الله. وأكد الأستاذ الجامعي زهير احدادن أن الثورة كانت تعتمد على الدعاية وليس الإعلام، ليضيف أن الدعاية كانت بتوجيه من طرف جبهة التحرير الوطني وقائمة على تضخيم جرائم المستعمر و فضحه أمام الرأي العام الداخلي و الخارجي لأن الدعاية حسب مؤتمر الصومام 1956 ليست الكذب و إنما تضخيم الحدث و شرحه وفقا للمبادئ و الهدف المرجو، قائلا كنا نقدم أنفسنا كثوار لأن الاستعمار أرغمنا على ذلك ونبرز هدفنا المتمثل في الاستقلال وسيادة الشعب«. وفي تدخله، دعا وزير الاتصال الأسبق محمد عبو إلى العودة إلى أساسيات مفهوم مهنة الصحافة، وركز على الحديث عن الخدمة العمومية التي يؤديها الإعلام في المجتمع باعتباره منتوجا فكريا يشارك في صنع القيم الاجتماعية من خلال طرحها للقضايا للنقاش العام و يشارك أيضا في تكوين الرأي العام«، ورأى أنها » ليست حكرا على الصحافة العمومية، مطالبا الصحافة الخاصة بأداء هذه المهمة بعدما اعتبرها »قادرة على ذلك رغم طابعها التجاري« أما الدبلوماسي و الصحفي عبد العزيز سبع في محاضرة بعنوان »آفاق الإعلام و الصحافة«، فقد شدد على ضرورة التكوين في المجال الإعلامي و الاستثمار في المطابع بالنظر إلى النقص المسجل، معتبرا الصحافة الجزائرية لا تزال في مرحلة انتقالية«، داعيا إلى تقييم التجربة الإعلامية منذ فتح المجال للتعددية الإعلامية سنة.1989 إلى ذلك، كرمت يومية الشعب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتباره المسؤول الأول الذي أقر يوم 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة كما كرمت »لوريزون« الناطقة بالفرنسية الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد.