اختصر الأستاذ في علوم الاعلام بجامعة الجزائر3، زهير إحدادن، تقييمه للتجربة الإعلامية في الجزائر وخاصة الصحافة المكتوبة، بوضعها في خانة الإعلام ذو الطابع الدعائي السياسي، وانتقد الصحف التي تصنف نفسها صحفا إخبارية مستقلة، لكونها “لا تؤدي عملا مهنيا محترفا مبنيا على الحياد”، لكنه في المقابل اعتبر التجربة الجزائرية في القطاع الإعلامي على تواضعها وقصر عمرها ورغم سلبياتها الكثيرة “تجربة رائدة في الوطن العربي”. قال الأستاذ زهير إحدادن، في “فوروم” يومية المجاهد، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، إن الصحف الجزائرية المستقلة حافظت على نفس طابعها الذي كانت تتميز به في الحقبة الاستعمارية، وهو الدعاية السياسية، لكن باختلاف وحيد، هو أن الصحافة قبل الاستقلال كانت تروج للثورة، أما صحافة ما بعد الاستقلال فتولت مهمة الدعاية للحزب الوحيد والحكم الواحد، لتتحول إلى دعائية لمختلف الأطياف السياسية في مرحلة ما بعد التعددية السياسية. وأضاف الأستاذ الجامعي أنه رغم أن جل اليوميات أصبحت ذات طابع إخباري وهي مستقلة، إلا أنها لا تؤدي مهمة التغطية الإعلامية لكل النشاطات السياسية والحكومية، وهي “تنتقي ما تنشره وتدعي أنها ديمقراطية”، خاصة إذا تعلق الأمر بالنشاطات الحزبية، وأوضح أن التلفزيون الجزائري معني بمهمة الدعاية السياسية المحدودة التي لا تشمل كل الطبقة السياسية والنقابات. ودعا المتحدث إلى ضرورة الفصل بين الجرائد الإخبارية والجرائد الدعائية، كما حث على إنشاء مجلس للانضباط وليس مجلس أخلاقيات المهنة، تسند له مهمة معاقبة الصحفيين في حالات القذف، تحريف الحدث أو المعلومة، أو الكذب وتزييف الحقائق، من خلال تقديم إنذارات أولية للصحفيين الذين يرتكبون هذا النوع من الأخطاء المهنية، ثم إقصائهم من المهنة في حالة تكرار الخطأ. وأوضح أنه لابد من استبدال قرار رئيس الجمهورية برفع التجريم عن العمل الصحفي بهذا المجلس، تفاديا للانزلاقات الصحفية وكذا لفرض إعلام نزيه وأكثر موضوعية.