استعرضت قيادة الدرك الوطني، خلال ندوة علمية نشطها، أوّل أمس، البروفيسور جون بول بوطيي، خبير في الطب الشرعي، تجربتها في التعرّف على ضحايا الكوارث، وتزوّدها بوحدة متخصّصة في ذلك، سبق لها وأن تدخلت بعد الاعتداء الإرهابي بتقنتورين،أين قامت بعملية التعرّف على جميع الضحايا في وقت قياسي وبطريقة نالت إعجاب المسؤولين والخبراء الأجانب، بالإضافة إلى الأعداد الهائلة لجثث المهاجرين السرّيين التي ما فتئت تلفظها أمواج البحر. الندوة العلمية احتضنها، أوّل أمس، المعهد الوطني للأدلّة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني، حول موضوع »التعرّف على ضحايا الكوارث«، بمشاركة مجموعة من الفاعلين في الميدان، من أطباء شرعيين من المستشفيات الجامعية وقضاة وإطارات من الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية وطلبة الماستر في الأدلّة الجنائية. اللقاء العلمي نشّطه البروفيسور جون بول بوطيي، خبير في الطب الشرعي وصاحب عدة انجازات سواء في مجال المنشورات العلمية أو العمل الميداني في التعرّف على ضحايا الكوارث، مثل أحداث كوسوفو وتسونامي تايلاندا.. الندوة العلمية وعلى أهميتها هدفت إلى الاحتكاك بين الفاعلين المنتمين إلى مختلف الهيئات والمهتمين بالتعرف على ضحايا الكوارث، والاستفادة من تجارب الغير، من حيث تنظيم العمل والتنسيق بين جميع الأطراف، خاصة وأنّ الجزائر معرّضة للكوارث بمختلف أنواعها: الطبيعي، التكنولوجي والإجرامي. بالإضافة إلى الأعداد الهائلة لجثث المهاجرين السرّيين التي ما فتئت تلفظها أمواج البحر من جرّاء غرق قوارب الموت التي توظفها الجماعات الإجرامية المنظمة، »كلّ هذا يتطلب منّا توفير جميع الإمكانيات المادية والبشرية المؤهلة للاستجابة لأيّ طارئ« في هذا الإطار، تزودت قيادة الدرك الوطني منذ أفريل 2012 بوحدة متخصصة في التعرّف على ضحايا الكوارث، يمكن نشرها في أي وقت وفي أي نقطة من التراب الوطني وحتى في الخارج، تتكون أساسا من خبراء في الطب الشرعي والبيولوجيا وبصمات الأصابع، مدعمة بوسائل تقنية وعلمية حديثة. وقد سبق لهذه الوحدة أن تدخلت بعد الاعتداء الإرهابي بتقنتورين في جانفي من السنة الجارية، أين قامت بعملية التعرّف على جميع الضحايا في وقت قياسي وبطريقة نالت إعجاب المسؤولين والخبراء الأجانب الذين زاروا الجزائر فيما بعد، إلا أن هذا يبقى كافي بالنظر إلى حداثة الوحدة ونقص التجربة لدى خبراء المعهد الذين هم في حاجة إلى صقل معارفهم وتحيينها بالاطلاع على ما يجري على المستوى الدولي.