أظهر استطلاع للرأي أجري في إقليم كردستان في شمال العراق، تعاطفا كبيرا مع إسرائيل خلافا للموقف الذي تبديه الجماهير العربية في دول أقامت علاقات سلام كمصر والأردن. وأوضح الاستطلاع الجديد الذي أجراه مركز أبحاث في مدينة أربيل يسمى «بوينت» ويهتم بالدراسات الإستراتيجية أن الأغلبية الساحقة من أكراد العراق تؤيد إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل، وترى في ذلك حاجة حيوية لبلورة مستقبل الدولة الكردية الناشئة. وحسبما ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية ، شمل الاستطلاع ألف شخص من الرجال والنساء في المدن الكردية الكبرى، أربيل والسليمانية وكذلك في مدن يتواجد فيها الأكراد بكثرة كالموصل وكركوك. ووفق المعطيات فإن 87،5 في المئة من المستطلعين يعتقدون أن العلاقات بين الأكراد وإسرائيل عميقة وتاريخية. وأشار 61،4 في المئة إلى أنهم يدعون حكومة الإقليم لفتح اتصالات مع الإسرائيليين في شؤون الاقتصاد والثقافة تمهيدا لإقامة علاقات كاملة. ويرفض 60 في المئة أن تكون العلاقات مع إسرائيل سرية، كما هي عادة بعض الدول العربية ويطالبون بأن تكون علنية. وأشار 68،4 في المئة إلى أن الأكراد سيستفيدون جدا من تعزيز العلاقات مع إسرائيل. وحول ما إذا كان يجب قطع العلاقات القائمة مع إسرائيل رد 9 في المئة فقط بالإيجاب، فيما رد 71،3 في المئة سلبيا. ويعتقد 59،2 في المئة من الأكراد أن إسرائيل ترى فيهم حليفا استراتيجيا. وقالت «معاريف» العبرية: إن العلاقات بين أكراد العراق وإسرائيل عميقة في التاريخ، فقبل «هجرتهم» إلى إسرائيل في الخمسينات كان يقيم في إقليم كردستان حوالي 18 ألف يهودي. وفي الستينات والسبعينات كان ينظر للأكراد في العراق بوصفهم أفضل أصدقاء إسرائيل في العالم العربي، وبمساعدتهم أفلح عملاء الموساد في إنقاذ يهود تجسسوا ضد بغداد، ومقابل ذلك نال الأكراد سلاحا حديثا. واستذكرت الصحيفة الإسرائيلية الموقف الذي أعلنه قبل ثلاث سنوات رئيس الإقليم مسعود البرزاني والمؤيد لفتح ممثلية إسرائيلية في مدينة أربيل. وقالت إن البرزاني ما كان ليجرؤ على إطلاق تصريح كهذا لو أنه كان يعلم أن الشارع الكردي يخالفه الرأي.