توجه أكراد العراق إلى مراكز الاقتراع في إقليم كردستان لانتخاب برلمان الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتى حيث اتخذت محافظات الإقليم إجراءات أمنية عديدة خاصة في الطرق المؤدية إلى مراكز الاقتراع بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية للعملية الانتخابية، وتأتي هذه الانتخابات وسط توتر في العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإقليم على وضع مدينة كركوك الغنية بالنفط. وشارك أزيد من مليونين ناخب بالاقتراع في الانتخابات، موزعين بين أربع محافظات، من بين أبرز القوائم المتنافسة ثلاث قوائم رئيسية هي القائمة الكردستانية التي يمثلها الحزبان الرئيسيان في الإقليم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني برئاسة برهم صالح، وقائمة التغيير التي يرأسها نوشيروان مصطفى وقائمة الخدمات والإصلاح التي تمثلها أربعة أحزاب ممثلة في البرلمان الكردستاني وعلى رأسها الحزبان الإسلاميان الرئيسيان في الإقليم الاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية في كردستان. ومن المتوقع أن يفوز رئيس الإقليم الحالي مسعود بارزاني بفترة رئاسية جديدة، والائتلاف الحاكم المكون من حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بأغلبية مقاعد البرلمان الجديد. يشار إلى أن الإقليم يضم محافظات دهوك وأربيل والسليمانية ضمن مساحة 75 ألف كلم مربع، يحده من الشمال تركيا ومن الشرق إيران. وتعتبر الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الإقليم حدثا إقليميا مهما، والغالبية من المسلمين السنة بالإضافة إلى مسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين. كما تتزامن هذه الانتخابات مع حالة توتر في العلاقات بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد بسبب الخلاف على 16 منطقة بينها مدينة كركوك -الغنية بالنفط- وأجزاء من ثلاث محافظات أخرى وهي ديالى وصلاح الدين ونينوى تسكنها أغلبية كردية.وأثناء زيارته إلى واشنطن الخميس الماضي، أقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوجود هذه الخلافات مع إقليم كردستان العراق ووصفها بأنها من أخطر التحديات التي تواجه الحكومة العراقية، لكنه عاد وأكد على إمكانية إيجاد تسوية مناسبة. وكان النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي عارف طيفور قد طالب بضم مدينة كركوك لإقليم كردستان العراق في حال إصرار العرب والتركمان على تقسيم المحافظة إلى أربع دوائر انتخابية، مشيرا إلى أنه سيتم منح التركمان حكما ذاتيا في حال ضمت المدينة إلى سيادة الإقليم. من جانبه ، وصف النائب في مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي تصريح طيفور بأنه استفزازي ويهدف للتأثير على البرلمان العراقي ومنعه من إقرار تشريع خاص بشأن كركوك، مشيرا إلى أن التشريع المقترح يعتمد حصصا متساوية للقوميات الموجودة في المدينة واعتماد سجل الناخبين لعام .2004 وأكد النجيفي أن الأكراد يرفضون ذلك ويطالبون بمنح أكثر من 950 ألف كردي -جلبوا لكركوك بعد ذلك التاريخ- حق المشاركة في التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تعهد في تجمع انتخابي هذا الأسبوع، بأن لا يتنازل أبدا عما سماه حلم الأكراد في ضم كركوك. بارزاني يعتبر الانتخابات ''خطوة لتعزيز الوحدة الوطنية" اعتبر مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان الحالي وأبرز المرشحين لرئاسة الإقليم الانتخابات التي انطلقت صباح أمس السبت ''خطوة لتعزيز الوحدة الوطنية العراقية''. وأوضح ''إن أهمية هذه الانتخابات تأتي من أنها تعزز دور المواطن في اتخاذ القرار وتحديد مصير العراق برمته'' مؤكدا أنها ''ستكون خطوة مهمة لتعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الديمقراطية في العراق".