لقي 21 شخصا مصرعهم في أقل من أسبوع اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة »الرديئة«، من بينهم 11 ضحية بولاية باتنة، فيما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ 69 شخصا من الموت خلال ذات الفترة. وسجلت المديرية العامة للحماية المدنية حوالي 452 ألف تدخل متعلق بالحوادث المنزلية خلال سنة 2012 وأكثر من 000,335 في الأشهر التسعة الأولى لسنة .2013 كما أحصت ذات المصالح إلى غاية سبتمبر الماضي 231 حالة وفاة )مقابل 397 في سنة 2012 نتيجة حوادث منزلية بشتى أنواعها سواء تلك المتعلقة بالحروق الناتجة عن رداءة الأجهزة الكهرومنزلية أو عن سوء استعمالها أو استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون. وشكل عدد الوفيات المرتفع الذي سجل في أواخر سبتمبر 231 مقابل 397 في 2012 إلى جانب التكلفة الاجتماعية والاقتصادية لهذه الآفة الدافع الذي أدى بوزارة التجارة هذه السنة بمراجعة مخططها الرامي إلى مكافحة دخول السوق الوطنية أجهزة كهرومنزلية وأجهزة تدفئة رديئة أو غير مطابقة للمعايير. وكان وزير التجارة مصطفى بن بادة قد كشف الاثنين الماضي عن مخطط أعدته وزارته لمكافحة هذه الظاهرة التي تتسبب في مقتل أزيد من 200 شخص سنويا بالإضافة إلى الفاتورة التي تنجر عنها : إقامة استشفائية لآلاف الجرحى واستهلاك مفرط للطاقة الكهربائية وتجنيد وسائل الحماية المدنية ومختلف أسلاك الأمن. وكان وزير التجارة قد أعلن عن تنفيذ مرسوم آخر حول إعلام المواطن حول المنتجات الكهرومنزلية خاصة، مع الإشارة إلى تقدم في مجال الوسم و مطابقة المنتجات و غيرها من أجهزة التدفئة طبقا للمرسوم التنفيذي 13327 المؤرخ في سبتمبر 2013 و الذي يحدد شروط و كيفية التطبيق في مجال ضمان السلع والخدمات. كما تم اصدار مرسوم آخر 13328 المؤرخ في سبتمبر 2013 لتحديد شروط و كيفيات اعتماد المخابر لحماية المستهلك و قمع الغش. ويلزم هذا النص القانوني كل متدخل بتسليم سلع مطابقة لعقد البيع وتحمل مسؤوليته في حالة اكتشاف اختلالات لدى استلام المنتوج أو الخدمة. وبالنظر إلى مختلف الإجراءات الرامية إلى حماية المستهلك ومكافحة استيراد أجهزة تدفئة »قاتلة« تم التأكيد بوزارة التجارة على ضرورة احترام وتطبيق قانون 2009 حول حماية المستهلك والوقاية من الحوادث المنزلية الناجمة خاصة عن أجهزة التدفئة. وحاليا يوجد حوالي 40 ألف جهاز تدفئة من كل الأصناف على مستوى عدة موانئ بالبلد حسب وزير التجارة. ويعد غاز أحادي أكسيد الكربون الذي يعتبره العلماء ملوثا كبيرا والمسؤول الأول عن الوفيات بسبب الاختناق في العالم ففي فرنسا مثلا يتم إحصاء ما بين 6000 إلى 8000 حالة سنويا منها 300 حالة وفاة في .2006 وحسب المختصين في البيئة فإن غاز أحادي أكسيد الكربون يتسبب في تلوث الجو وهو ناجم أساسا عن حرائق الغابات وبأقل حدة عن مئات ملايين محركات التدفئة في العالم كما يتسبب في التغيرات المناخية.