ترجح آراء المتتبعين للشأن الوطني أن تنحصر المنافسة على ال 48 مقعدا منتخبا في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، بين حزبي الأفلان والأرندي بشكل أساسي، خاصة وأن 50 بالمائة من مقاعد الأعضاء الذين ستنتهي عهدتهم في ديسمبر المقبل تعود للأفلان وهي المقاعد التي يراهن الحزب العتيد على الاحتفاظ بها حفاظا على الأغلبية التي يتمتع بها حاليا في الغرفة البرلمانية العليا. يحوز حزب جبهة التحرير الوطني منذ ديسمبر 2006 على 56 مقعدا منتخبا في الغرفة البرلمانية العليا محتلا المرتبة الأولى من حيث عدد المقاعد متبوعا بالثلث الرئاسي ثم كتلة التجمع الوطني الديمقراطي التي تضم 23 نائبا، وتكاد تنحصر المنافسة في انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها نهاية السنة الجارية من وجهة نظر المحللين بين الأفلان والأرندي لعدة اعتبارات سياسية في مقدمتها الأزمة التي يعرفها الشريك الثالث في التحالف الرئاسي، حركة مجتمع السلم والتي تجعله يدخل المنافسة بمنتخبين منقسمين بين تياري أبو جرة ومناصرة، وفي ظل قرار الأفافاس عدم دخول المعركة الانتخابية ومقاطعتها مثلما أعلن عنه مؤخرا السكرتير الأول كريم طابو. ولا يخفي كمون رئيس الكتلة البرلمانية للأفلان في مجلس الأمة صعوبة المعركة الانتخابية التي سيخوضها الحزب العتيد بالنظر لطبيعة انتخابات مجلس الأمة باعتبار أن الهيئة الناخبة تتكون من منتخبين يتمتعون بتكوين سياسي معين وليس ناخبين عاديين، مثلما هو الحال في الانتخابات النيابية لاختيار أعضاء المجلس الشعبي الوطني، لكنه يؤكد ثقته في المقابل في إمكانية احتفاظ الأفلان بمكانته الحالية خاصة وأنه سيحتفظ ب32 عضوا منتخبا من مجموع 56 عضوا بينما عدد نواب الأفلان في مجلس الأمة الذين ستنتهي عهدتهم في ديسمبر المقبل يقدر ب24 نائبا، وهو عدد المقاعد التي سيسعى الحزب على عدم خسارة أي منها مع الرهان على كسب مقاعد جديدة لتعزيز مكاسبه السياسية وتحقيق الأغلبية التي يطمح إليها، خاصة وأن منافسه الأول وهو الأرندي سيدخل الانتخابات وفي حوزته 11 نائبا فقط لأن 12 نائبا المتبقي ستنتهي عهدتهم في ديسمبر. ومن وجهة نظر المتحدث فإن حظوظ الأفلان قائمة خاصة وانه بدأ التحضير لهذا الموعد مبكرا بالنظر للصعوبة الانتخابات التي تحكمها حسابات العروشية والجهوية، معتبرا أن نوعية التحالفات التي سيعقدها الحزب في كل ولاية هي التي ستحسم المنافسة، وتجدر الإشارة إلى أن انتخابات مجلس الأمة تبدأ بانتخابات أولية على مستوى الهياكل الولائية للأحزاب ينتخب من خلالها كل حزب مرشحه الذي سيدخل الانتخابات. وفي اتصال مع عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالاتصال السعيد بوحجة، أكد أن انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة تحظى باهتمام خاص من قبل قيادة الأفلان التي اعتمدت أسلوبا هادئا في التحضير للموعد من خلال سلسلة الندوات الجهوية لتحسيس المنتخبين وتوعيتهم بأهمية الالتفاف حول مرشح الحزب في كل ولاية وتمكينه من الصعود إلى مجلس الأمة، مشيرا في الوقت نفسه أن إستراتيجية الحزب ستعتمد بشكل أساسي على التحالفات لتعزيز حظوظه وأن افتكاك 50 بالمائة من عدد المقاعد المتنافس عليها كفيل بأن يضمن للحزب الأغلبية التي يتمتع بها حاليا.