شرعت محافظات حزب جبهة التحرير الوطني في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد المنتخبين غير المنضبطين تطبيقا للتعليمة رقم 12 الصادرة عن أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان والتي تنص على إقصاء كل منتخب لا يلتزم بالقرارات الصادرة عن هيئات الحزب بخصوص الترشح لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة. لم تتأخر الهيئات الحزبية للأفلان في تطبيق الإجراءات العقابية الصادرة عن أمانة الهيئة التنفيذية والمتعلقة بانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي ستجري في 29 ديسمبر الجاري، خاصة وأن الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم كان شدد على التعامل بحزم وصرامة مع كل من يجرأ على العمل ضد مصلحة الحزب في هذه الانتخابات على غرار ما حدث في مواعيد انتخابية سابقة، ومن بين المحافظات التي بادرت بإجراءات عقابية ضد المنتخبين غير المنضبطين والذين قرروا التمرد على تعليمات قيادة الأفلان، محافظات عنابة التي أصدرت قرارا بالإقصاء التلقائي من صفوف الأفلان ضد عضو المجلس الشعبي الولائي جبار أحمد بعد الخطوة التي أقدم عليها هذا الأخير بالترشح حرا للانتخابات. وكانت أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان قد أصدرت تعليمات سابقة تتضمن معايير وطريقة اختيار منتخبي الحزب الذين سيمثلون الأفلان في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة من خلال إجراء انتخابات أولية ، وشددت على ضرورة انضباط المنتخبين والتفافهم حول المرشحين الذين تم اختيارهم في الانتخابات الأولية لخوض غمار المعركة الانتخابية في قوائم الحزب العتيد، كما حذرت أمانة الهيئة التنفيذية في التعليمة الأخيرة والتي تحمل رقم 12 المنتخبين من العمل ضد مصلحة الحزب من أجل مصالح شخصية ضيقة والتمرد على قرارات القيادة. ومعلوم أن عبد العزيز بلخادم كان شدد في أكثر من مناسبة حزبية على أهمية الانضباط الحزبي من قبل المناضلين والمنتخبين، مؤكدا أن قيادة الحزب لن تتسامح مستقبلا مع أي تمرد أو استخفاف بقرارات الحزب بل سترد بقوة ولن تتوانى عن إقصاء كل من تسول له نفسه العمل ضد مصلحة الحزب، مبرزا أن بعض الممارسات والتصرفات التي بدرت في الماضي من قبل مناضلين أو منتخبين لم يعد مسموحا بها اليوم بعدما تجاوز الحزب أزمته وأصبح من الضروري أن يخضع الجميع للقواعد الانضباطية. وتعكس هذه القرارات حرص أمانة الهيئة التنفيذية للحزب العتيد على الحفاظ على المكاسب السياسية التي أحرزها الأفلان ومنها الأغلبية التي يتمتع بها منذ ديسمبر 2006 في مجلس الأمة ب56 مقعدا متقدما منافسه الأرندي الذي يحوز 23 مقعدا، كما تراهن قيادة الأفلان على عدم خسارة أي من المقاعد التي تمتلكها والتي ستكون محل تنافس انتخابي والتي يقدر عددها ب24 مقعدا لنواب ينتمون للأفلان تنتهي عهدتهم الانتخابية في 29 ديسمبر الجاري، وتسعى قيادة الأفلان إلى تعزيز الأغلبية التي يحوزها الحزب حاليا في ظل الأزمة التي تعيشها حركة مجتمع السلم والتي تجعل الحركة تدخل الانتخابات في حالة انقسام وسط منتخبيها بين موال لسلطاني وموال لنائبه الأسبق مناصرة. وترجح قراءات المتتبعين للشأن السياسي الوطني إمكانية احتفاظ الأفلان بمكانته الحالية خاصة وأنه سيحتفظ ب32 عضوا منتخبا من مجموع 56 عضوا بينما منافسه الأول وهو الأرندي سيدخل الانتخابات وفي حوزته 11 نائبا فقط لأن 12 نائبا المتبقي تنتهي عهدتهم في نهاية الشهر الجاري، فضلا عن كون الحزب العتيد قد شرع في التحضير لهذا الموعد مبكرا بالنظر للصعوبة هذا الموعد الانتخابي من خلال سلسلة الندوات الجهوية لتحسيس المنتخبين وتوعيتهم بأهمية الالتفاف حول مرشح الحزب في كل ولاية وتمكينه من الفوز والالتحاق بمجلس الأمة لتعزيز مكاسب الحزب السياسية.