شكل التعاون في المجال الأمني أحد أبرز محاور الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى العراق والتقى خلالها بالعديد من المسؤولين العراقيين على رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي. أعربت الجزائر عن استعدادها الكامل لوضع خبراتها العسكرية والأمنية وتجربتها في مجال مكافحة الإرهاب رهن إشارة السلطات العراقية، وصرح محمد العيكلي، النائب عن الائتلاف العراقي الحاكم، ل »أنباء موسكو«، أن الحكومة الجزائرية قررت مساعدة الحكومة العراقية في المجالات الأمنية والعسكرية من خلال وضع خبراتها في المجال العسكري والإستخباري في خدمة القوات العراقية، لتكوين جبهة إقليمية عربية إسلامية تحارب الجماعات الإرهابية في المنطقة لاسيما ما تسمى ب »الدولة الإسلامية في العراق والشام«، المعروفة اختصارا باسم »داعش« والتي تقاتل الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا، مضيفا أن الدعم الجزائري والدولي من روسيا والولايات المتحدة، يحتم على دول العالم التعاون لتوحيد الصفوف في مكافحة الجماعات المتطرفة والتكفيرية الإرهابية، وأوضح العيكلي أن »الجزائر لها خبرة في مواجهة الجماعات المتطرفة، والتي سبق وشهدت هجمات إرهابية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كذلك تعرضها لعملية ضخمة استهدفت حقول النفط على يد شبكة إرهابية دولية، وتصدت القوات الجزائرية لها ببسالة حتى استأصلتها«. وتعتبر الجزائر في مقدمة الدول العربية التي قدمت مختلف الدعم للعراق لمساعدته على الخروج من المحنة التي يواجهها منذ سنوات طويلة ويستعيد أمنه واستقراره ويعيد بناء الدولة المهددة بالانقسام، علما أن الزيارة التي قام بها مؤخرا رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة إلى العراق شكلت سانحة للبلدين لمعالجة الكثير من الملفات المتعلقة بالتعاون بين البلدين، فضلا عن حل مشكل عدد من المعتقلين الجزائريين في سجون العراق. وأكد لعمامرة عقب لقاء جمعه بنظيره العراقي خوشير زيباري على ضرورة التعاون الدولي المكثف للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الجميع، واتفاق الطرفان على عقد اجتماع اللجنة المشتركة على مستوى وزيري خارجية البلدين بأقرب وقت يراجع خلالها الاتفاقيات الثنائية وتفعليها.