واصل الفلسطينيون اعتصامهم في المسجد الأقصى تحسبا لأي اقتحام إسرائيلي جديد في وقت لوحت فيه أطراف فلسطينية بانتفاضة جديدة ردا على اقتحام الاحتلال للحرم القدسي الذي قوبل بتنديد عربي وفلسطيني واسع. وقال الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى ورئيس الحركة الإسلامية داخل إسرائيل إن الفلسطينيين سيبقون في حالة استنفار في المسجد الأقصى طيلة الأيام المقبلة لصد أي اقتحام إسرائيلي على غرار ما حصل أول أمس الأحد. وشدد الشيخ رائد صلاح على ضرورة مواصلة ما سماه الرباط اليومي في المسجد الأقصى لحمايته من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي التي كان آخرها اقتحام أول أمس الذي أسفر عن إصابة 17 فلسطينيا بجروح واعتقال آخرين. وفي ردود جديدة على ما حصل يوم الأحد، لوحت الفصائل بإطلاق انتفاضة جديدة على غرار تلك التي اندلعت في مثل هذا اليوم من عام 2000 ردا على اقتحام أرييل شارون لباحات المسجد الأقصى. وقد دعا قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين إلى إشعال انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى. كما أعلن محمد أبوعسكر في بيان له خروج الحركة بمسيرات الغضب أمس بعد صلاة العصر والمغرب من جميع مناطق قطاع غزة تلبية لنداءات الاستغاثة التي أطلقت من المسجد الأقصى المبارك. وكان الآلاف من أبناء قطاع غزة قد شاركوا أول أمس في مسيرة للتنديد باقتحام ساحات المسجد الأقصى ودعوا إلى التوحد من أجل حمايته الأقصى ومواجهة خطط التهويد في المدينة المقدسة. كما حذرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من اشتعال انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني ردا على الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى. ودعا النائب محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لفتح في بيان صحفي الفلسطينيين إلى التوحد في »معركة الدفاع عن مسرى النبي والقبلة الأولى للمسلمين«. وفي غضون ذلك نددت أطراف عربية وفلسطينية بمحاولة قوات إسرائيلية وجماعات يهودية اقتحام المسجد الأقصى في القدسالمحتلة. فقد أصدرت جامعة الدول العربية بيانا مساء الأحد حمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عما وصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة، ودانت ما قالت إنه »عدوان وحشي« على المسجد الأقصى المبارك. وطالب البيان إسرائيل بوقف ممارساتها »العدوانية« وإبعاد عناصر وقوى الأمن لدولة الاحتلال عن المسجد الأقصى، ودعا اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة للتدخل الفوري لوقف محاولات اقتحام المسجد الأقصى المتكررة. ومن جهتها عبرت الحكومة الأردنية عن إدانتها واستنكارها لمحاولة اقتحام المسجد، واستدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان وطلبت منه نقل احتجاج وشجب الحكومة الشديد لما وصفته ب»الاعتداء السافر« على الحرم القدسي. كما أدان حزب الله اللبناني محاولات الاعتداء على المسجد الأقصى، وقال »إن الأمة العربية والإسلامية لا سيما تلك الأنظمة المهرولة لتضع بلدانها ومقدرات شعوبها تحت تصرف المشروع الأمريكي الصهيوني تتحمل كل المسؤولية عما يجري داخل فلسطينالمحتلة«. وفي سوريا خرج العشرات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في مظاهرات منددة بالانتهاك الإسرائيلي للحرم. وعلى الصعيد الداخلي نددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باقتحام ساحات المسجد الأقصى، ودعت السلطة الفلسطينية إلى »الكف الفوري« عن أي لقاءات أو مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية. واعتبرت أن مثل تلك الانتهاكات ما كانت لتحدث لولا ما وصفته بحالة الصمت والخنوع والتواطؤ العربي، ودعت لوقف أي خطوات للتطبيع مع إسرائيل وإلى ملاحقتها هي وقادة جيشها أمام القضاء الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.