يتمسك الفلسطينيون بالدفاع عن الأقصى الشريف بالنفس والنفيس وإنقاذه من المحاولات اليهودية الرامية إلى تدنيسه وتغيير معالمه وهويته العربية الإسلامية ضمن المخططات الصهيونية لتهويد الأراضي الفلسطينية.وهبّ نهاية الأسبوع آلاف الفلسطينيين إلى نجدة المسجد الأقصى ونجحوا في إفشال مسيرة "شد الظهر" التي حاول من خلالها المستوطنون المتطرفون من خلالها تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وتمكن الفلسطينيون الذين انتقلوا بقوة إلى القدس الشريف رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال من إفشال محاولة المستوطنين في اقتحام الأقصى ضمن احتفالاتهم بعيد الفصح اليهودي. وتحاول حركة "أمناء جبل الهيكل" اليهودية المتطرفة برئاسة غرشون سلمون الدخول إلى ساحة المسجد الأقصى في كل عام بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي في مسعى لوضع حجر الأساس لإعادة بناء الهيكل المزعوم في الحرم الشريف إلا أن الشرطة الإسرائيلية تمنعهم خشية من تفجر الأوضاع. وتجمع المئات من أنصار الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح مرددين "الله أكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى" كما تجمع المئات من "المرابطين" داخل المسجد ممن هم فوق سن الخمسين عاما. وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب "نستمر بالرباط حتى نمنعهم من تدنيس المسجد الأقصى". وكانت الحركة الإسلامية أعلنت الخميس الأخير يوما "للنفير العام ونصرة القدس والمسجد الأقصى" ردا على إعلان جماعات ومنظمات يهودية متطرفة اقتحام المسجد الأقصى وإقامة الشعائر التلموذية داخله. ووفرت الحركة الإسلامية عشرات الحافلات المجانية لنقل آلاف المشاركين من الفلسطينيين العرب داخل إسرائيل إلى القدس الذين لم يتأخروا في تلبية نداء الدفاع عن الأقصى الشريف المهدد بخطر التهويد. وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين للصحافيين "أن المسجد الأقصى جزء من عقيدتنا والشعب الفلسطيني لن يفرط بالأقصى أو مقدساته وهو مدجج بالإيمان ونحن في إصرار للحفاظ على هذه المقدسات". وأضاف الشيخ حسين "المسجد الأقصى والقدس أمانة في رقاب العرب والمسلمين" مؤكدا أن "العالم يملك أوراقا كثيرة للضغط على الحكومة الإسرائيلية وفي حال استخدامها يمكن كبح جماح مساعي التهويد". وطالبت الرابطة الإسلامية جامعة الدول العربية والعواصم العربية والإسلامية بضرورة اتخاذ مواقف جادة وحقيقية من شأنها إجبار سلطات الاحتلال على وقف انتهاكاتها وتجاوزاتها لحرمات المسلمين ومقدساتهم. ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى الضغط على حكوماتها بكل الوسائل المتاحة من أجل الوقوف في وجه الهجمة الشرسة على المقدسات الإسلامية. وكانت الشرطة الإسرائيلية عززت من إجراءاتها الأمنية في القدس القديمة حيث أغلقت باب المغاربة المنفذ الوحيد إلى باحة الحرم القدسي الذي يمكن غير المسلمين من الوصول إلى حائط البراق. كما أغلقت بوابة باب الخليل وسمحت لعدد محدود من السيارات بالتوجه إلى حائط البراق بعد التدقيق في هويات سائقيها إضافة إلى إغلاقها لباب العمود الباب الرئيسي للمدينة القديمة وسمحت فقط لسكانها بالدخول. وسمحت قوات الاحتلال بالدخول إلى باحة الحرم القدسي فقط المسلمين الذين يحملون بطاقات هوية إسرائيلية وتزيد أعمارهم عن خمسين عاما وللنساء من كل الأعمار. يذكر أن محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريال شارون في دخول المجسد الأقصى وتدنيسه كانت سببا في انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000.