اعتصمت، أمس، نحو 400 عائلة أمام مقّر دائرة بئر الجير بوهران، احتجاجا على مصرع الشابّ "محمد زلال" 17 سنة، بصعقة كهربائية في الفيضانات التي عرفتها الولاية مؤخّرا، كما احتجّ سكّان البركي كذلك بعدما ظلّت مياه الأمطار مكتسحة حيّهم منذ صباح الجمعة وإلى غاية نهار أمس. لا تزال تداعيات الفيضانات التي عرفتها وهران مؤخّرا، مسدلة بستارها على مستوى عدّة أحياء لحقت بها أضرار معتبرة، حيث تجمّعت أمس، نحو 400 عائلة تقيم بمزرعة الحاج الطيب بسيدي البشير، أمام مقّر دائرة بئر الجير، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق في حادثة الوفاة وكذا الأوضاع المزرية التي يعيشونها في هذا الحيّ القصديري منذ سنوات، وكان الشابّ زلال محمّد البالغ من العمر 17 سنة، قد لفظ أنفاسه الأخيرة على إثر إصابته بصعقة كهربائية قاتلة حين محاولته التدخّل لإصلاح عطب بالتيّار الكهربائي المربوط بطريقة غير شرعية، وكانت هذه الحادثة القطرة التي أفاضت الكأس، حيث خرج جميع سكّان الحيّ في جنازة مهيبة ومن بعدها حاولوا قطع الطريق المحاذي لسيدي البشير، الرابط ما بين وهران ومستغانم، ليواصلوا احتجاجهم بالاعتصام أمام مقّر دائرة بئر الجير لعدّة ساعات طيلة صبيحة نهار أمس، مطالبين بمقابلة رئيس الدائرة، وإيفاد لجنة تحقيق لتقصّي الأوضاع في هذا الحيّ الذي يتجمّع به المئات من السكّان في ظروف جدّ متعفّنة، إذ لم تجد جميع طلبات السكن التي أودعوها ولم تلتفت السلطات المحليّة إلى الأكواخ القصديرية التي يعيشون فيها البؤس والحرمان في غياب تامّ للتهيئة الحضرية ووسط مخاطر التكهرب بخطوط الربط العشوائي، ووجّه المحتّجون عدّة اتّهامات لمسؤولين ومنتخبين بالبزنسة في العقّار والمحاباة في منح السكنات الاجتماعية، وهدّدوا بتصعيد الاحتجاج والتظاهر أمام مقّر الولاية. من جانبهم سكّان حيّ البركي خرجوا إلى الشارع نظرا للوضعية التي خلّفتها الأمطار الأخيرة والتي جعلتهم يغرقون في المياه، حيث طالبوا بتدخّل مصالح البلدية ومؤسّسة المياه والتطهير "سيور"، التي تأخّرت كثيرا، منذ صباح الجمعة ولجأت إلى غاية نهار أمس، إلى استعمال 4 مضخّات في تفريغ المياه وإنزال مستوياتها كما أطلقت مشروعا لإعادة ترميم 5 كيلومتر من قنوات صرف المياه ابتداء من الشهر المقبل مع الإشارة إلى أنّ السبب الرئيسي في حدوث الفيضانات كان انسداد قنوات الصرف والبالوعات.