تعرف محلات بيع الأعشاب الطبية بتيسمسيلت إقبالا كبيرا للمواطنين خاصة في أيام الشتاء الباردة لعلاج بعض الأمراض المرتبطة بهذا الفصل . وتفضل الكثير من العائلات اللجوء إلى هذه الوسائل التقليدية المتوارثة جيلا عن جيل نظرا لسعرها المناسب وكذلك لما لها من شهرة في المساعدة على معالجة بعض الأمراض لا سيما منها داء الزكام الموسمي. وبفعل التهافت على هذه الأساليب العلاجية التقليدية أضحت الإعشاب الطبية تجارة رائجة خاصة بعاصمة الولاية التي تنتشر بها الكثير من محلات العطارة المتخصصة في تسويق الأعشاب كما هو الشأن بأحياء »119 مسكن« و»السبع« و»عين البرج« و»المرجة« التي تعرض مختلف أصناف الأعشاب الطبية على غرار التيزانة والزعتر وأوراق الكاليتوس والشيح والبابونج والزنجبيل. وتحولت بعض الأحياء الشعبية بالمدينة ومنها »السبع« و»أول نوفمبر« مقصدا للباعة المتجولين المنحدرين من مناطق جبلية بالولاية والذين يجلبون أعشاب طبية يكثر عليها الطلب مثل الشيح والفجل والنابطة. ومعظم الباعة من الشباب الذين اكتسبوا خبرة في معرفة خصائص الأعشاب الطبية وأنواع الأمراض التي تساعد على علاجها. كما أضحى السوق الأسبوعي لمدينة تيسمسيلت »ملاذا« لمن أنهكهم الداء وتقطعت بهم السبل للظفر بأجود الأنواع من النباتات الطبية النادرة التي تجلب من مناطق عديدة من العالم على غرار الزنجبيل الأخضر ''المفيد في علاج الأمراض الصدرية والقرحة المعدية'' حسبما يروج له الباعة. ويعتقد الكثير من المترددين على هذه السوق في أن للأعشاب البرية فوائد كثيرة كونها علاج طبيعي يساعد على التدواي من العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان في فصل الشتاء على غرار الزكام الموسمي والأمراض الصدرية المختلفة والتهابات الحلق والأنف والحنجرة. ويجزم أحد بائعي هذه الأعشاب أن أنواع الكاليتوس والتيزانة والزعتر والبابونج والزنجبيل التي يزداد عليها الطلب في الشتاء ''أدوية طبيعية فعالة لعلاج أمراض الزكام والسعال وغيرها من أمراض هذا الفصل'' . ويشاطر هذا الرأي الحاج محمد القاطن بحي »الدرب« القديم بعاصمة الولاية الذي يقول أنه يفضل اقتناء الأعشاب البرية المختلفة بدلا من اللجوء إلى الأدوية الكيميائية ''بالنظر لنجاعتها في علاج نزلات البرد''. ومن جهتها تقول سيدة مسنة أنها كثيرا ما تعتمد على مختلف النباتات الطبية المعروفة منذ سنوات طويلة في مداواة بعض الأمراض الشتوية مضيفة أن التيزانة والزعتر والشيح» مواد معروفة لدى الكثير من المواطنين وتمنح الجسم قوة وطاقة «. أما المختصون فلهم رأي آخر في هذه النبتات الطبية التي لا ينكرون منافعها وينصحون بالحذر في استخدامها واقتنائها من مصادر مؤهلة لتسويقها. وفي هذا الخصوص يقول الطبيب العام عباد أعمر أن »هذه الأعشاب تبقى مكملة للعلاج الذي يأخذه المريض الذي يعاني من زكام أو صعوبات في التنفس أو التهابات في الحلق »محذرا بأنها« قد تتسبب للمريض في تسممات خطيرة في المعدة باعتبارها معرضة للتلوث وكثيرا ما توضع في أماكن لا تحترم شروط النظافة والحفظ«. وأضاف الدكتور عباد أن »الكثير من الأعشاب الطبية التي تباع بمحلات العطارة لا تكون صحية وذات فعالية كبيرة في علاج عديد الأمراض« ناصحا المواطنين باقتناء من الصيدليات الأعشاب الطبية الصحية والمعالجة من طرف مخابر طبية مختصة مثل التيزانة. وأعتبر المتحدث أن محلات بيع الأعشاب الطبية أضحت منافسا للمؤسسات الصحية وكذا للصيدليات بالنظر للإقبال الكبير الذي تحظى به من المواطنين الذين يقصدونها لاقتناء مختلف الأصناف النباتية التي يعتبرونها مفيدة لعلاج بعض الأمراض.