تحولت الأعشاب الطبية على غرار الكاليتوس و أوراق النعناع و الزنجبيل و الليمون و غيرها من الأعشاب التي تستعمل في التداوي من مرض الزكام إلى منافس قوي للأدوية التي تباع في الصّيدليات في الآونة الأخيرة،فرغم التطور العلمي الذي شهدته صناعة الأدوية فإن كثيرا من الأشخاص المرضى لا يستطيعون الاستغناء عن العلاج بالأعشاب التي كثيرا ما تحقق المراد و تخلص الجسم من كثير العلل،خاصة و نحن على أبواب الشتاء أين يكون الشخص أكثر عرضة للأمراض الموسمية التنفسية على غرار الزكام. يسارع المصابين بالزكام إلى مقارعة ما يصيبهم بكل الوسائل كشرب شاي النعناع و الليمون و البخور بالكاليتوس و السكر بعد ،هي وسائل إن تعددت فإن غايتها التّخلص من الزكام و الرجوع إلى الحالة الصحية دون اللجوء إلى اقتناء أدوية صناعية قد تكون لها مؤثرات جسمية أو مادية خاصة إذا تعدد الأفراد المصابين بالزكام في العائلة الواحدة،فتشبث المرضى بالعلاج التقليدي يبرزه ذلك الإقبال على محلات الأعشاب المنتشرة و التي أصبحت قبلة للزبائن لاقتناء الأعشاب،فارتأت يومية "الاتحاد" أن تتوقف عند بعض من أولئك الباعة و تستطلع آراء بعض المواطنين من خلال جولتها الاستطلاعية في بعض شوارع العاصمة. العلاج بالأعشاب ميراث تاريخي أجمع بعض المواطنين الذين التقت معهم يومية "الاتحاد" في شارع باب الوادي بالعاصمة أنهم يتصدون لمرض الزكام العادي الذي يصيب الأعضاء التي لها علاقة بالتنفس بطرق تقليدية و اقتناء الأعشاب بعيدا عن العيادات و الصيدليات و عن مؤثرات أدويتها،و في هذا الصّدد يقول "عمي بوعلام" ذو العقد السّابع من العمر أن فوائد الأعشاب عظيمة فهي إن لم تشفي المريض فلا تضرّه و هي متوارثة منذ القدم "يا بنتي من الأعشاب من بكري و أحنا نستعملوها هي دواء عظيم تع المرفّه و الفقير.."،و يضيف "عمي بوعلام" أنه عندما يصاب بمرض الزكام أو يصاب أحد أفراد عائلته يقوم بصنع خلطات طبيعية بالزنجبيل و زيت الزيتون و البصل و كذلك البخور بأوراق الكاليتوس و حبيبات السكر عند رشح أو سيلان الأنف دون اللجوء إلى العيادات أو الاستعانة بالأدوية،و يشاطره الرّأي كثيرون من المواطنون و حتى الشباب الذين تشبثوا بهذا العلاج التقليدي و تأثيره على الصحة يبقى جلي وواضح و نتائجه تكون بسرعة. خلطات طبيعية إن لم تشفي المريض لن تضرّه و من خلال جولتنا الاستطلاعية في بعض شوارع العاصمة كشف لنا بعض المواطنين عن بعض الوصفات الطبيعية الطبية و أكدوا أثناء حديثهم ليومية "الاتحاد" أنها خلطات طبيعية إن لم تشفي المريض لن تضرّه، فخلطة العسل الحر مع زيت الزيتون أو غلي أوراق النعناع و الليمون و التيزانة أو البخور بالسكر و الكاليتوس و بعدها الذهاب مباشرة إلى النوم..و غيرها من الخلطات التي كان يستعملها الأجداد و يعتمدونها أسلوبا و طريقة لدرء داء الزكام بعد أن جربوها و تكونت لديهم ثروة من المعلومات المكتسبة بالممارسة التي لم يبخلوا بها على غيرهم فوضعوها في متناول طالبيها دون مقابل،حيث سارع العديد من المواطنين إلى هذه الطريقة التي تجنب مستهلكها الكثير من المضاعفات. الأعشاب الطبية علاجية و وقائية "سقسي لمجرب أو ما تسقسيش الطبيب" هو المثل الشعبي الذي ينطبق على تلك الوسائل التقليدية للتغلب على الزكام و الأمراض التنفسية ،التي يستعمل فيها النباتات الطبيعية لم يكن اختيارها صدفة بل جاء بعد تجارب كثيرة ،هذا ما أكده أخصائي في الأعشاب الطبية بالعاصمة "الأعشاب ليست علاجية فقط بل هي وقائية أيضا و فعّالة تنفع المريض دون أن تضره أو تؤثر عليه"،و أشار ذات الأخصائي أن تكلفتها معقولة و غير مكلفة للزبون مقارنة بالأدوية التي تباع في الصيدليات،و في هذا السياق يقول "عبد الرزاق" أب لثلاثة أولاد أنه لا يستطيع توفير مبلغ العلاج فالفحص وحده عند الطبيب قد يكلف ألف دينار بغض النظر عن تكاليف الأدوية التي قد تصل إلى الثلاثة ألاف دينار بينما الأعشاب قد لا تتجاوز وصفتها 500 دينار مع ضمان نتائج العلاج التي تعود عليها. العسل و زيت الزيتون تتصدر قائمة الطلبات و لمعرفة المواد الأكثر طلبا و إقبالا من طرف الزبائن يقول "عبد الغني" صاحب أحد محلات بيع الأعشاب الطبية بساحة أول ماي أن الأعشاب التي تختص بالزكام المنتوج الأكثر طلبا في هذه الأيام ،و أضاف ذات المتحدث أنه يبقى العسل المتصدر الأول في قائمة الطلبات و كذلك زيت الزيتون الذي يستعمل كثيرا كعادة المجتمع الجزائري الذي يقبل بشراهة على هذين المنتوجين نظرا لفوائده المعروفة في الوقاية من الزكام نتيجة الإصابة بنزلات البرد التي انتشرت بحدة هذه الأيام،كما تليه منتوجات النعناع و الزعتر و الزعفران و غيرها من الأعشاب للتغلب من الزكام الذي يعاني منه المواطنون من مختلف الأعمار . كما شدد على ضرورة اختيار النبات و التأكد من نوعه حفاظا لصحتهم.