شهدت الفترة الأخيرة توافدا كبيرا للمواطنين على العشابين وحتى الصيدليات التي أضحت توفر شتى أنواع الأعشاب الطبية على غرار التيزانة التي تصنع الحدث في كامل البيوت الجزائرية في هذه الأيام والغرض من ذلك هو الوقاية من بعض الأمراض الشتوية التي زارت كامل البيوت الجزائرية مع الاضطراب الجوي المعتبر الذي عرفته الأحوال الجوية وشدة البرد وانخفاض درجات الحراراة إلى أقصى مستوياتها· نسيمة خباجة وأدى سوء الأحوال الجوية إلى انتشار بعض الأمراض الشتوية كالزكام والسعال الحاد وأمراض الصدر وهي كلها أمراض ناجمة عن انخفاض حراراة الجسم بسبب البرد القارس الذي يشهده الطقس في هذه الأيام ومست تلك الأمراض خاصة فئات الأطفال والمسنين، إلى جانب الشباب أي بوجه عام مختلف الشرائح العمرية مما جعل البعض يهب إلى محلات العطارة وكذا الصيدليات، فيما تخصصت طاولات واسعة في بيع الأعشاب الطبية على غرار التيزانة والزعتر والشيح وهي الأعشاب المستعملة بكثرة في مجتمعنا بالنظر إلى خلوها من الإفرازات السببية منذ وقت طويل، بحيث استعملها أجدادنا منذ وقت مضى وتوارثناها عنهم بالنظر إلى فوائدها الجمة في الاستطباب ودفع الأعراض الحادة للمرض· وهو ما يفسره الإقبال الكبير للمواطنين في هذه الأيام على اقتناء مثل تلك الأعشاب تأتي في مقدمتها التيزانة التي لا يختلف اثنان على فوائدها الجمة في إذهاب الزكام دون تخليف آثار جانبية، إلى جانب الزعتر المفيد جدا لأمراض الصدر والمعدة وكذا الشيح مما جعل تجارة الأعشاب تجارة رائجة في هذه الأيام ودفع الكثير من الشبان للاسترزاق من مداخيلها على مستوى طاولات البيع التي انتشرت بمحاذاة الأسواق الشعبية وشهدت تهافتا من طرف المواطنين حتى هؤلاء الذين لم يمسهم مرض الزكام مع يقينهم أن العدوى ستلحقهم لا محالة بالنظر إلى سرعة التقاط عدوى المرض· وهو ما وقفنا عليه مؤخرا على مستوى سوق ميسوني، بحيث اصطف شبان هناك ووضعوا بمحاذاتهم أكياسا كبيرة معبأة بالتيزانة وعرفوا إقبالا كبيرا خاصة وأن عبق تلك العشبة كان يجذب الزبائن من بعيد مما يدل على أنها جديدة ويثبت فعاليتها· اقتربنا من البائع وسألناه عن دوافع اختياره لذلك النشاط فقال إن الأحوال الجوية المضطربة ستدفع الكل إلى التزود ببعض أنواع الأعشاب على رأسها التيزانة التي لا يكاد يخلو منها أي بيت جزائري في فصل الشتاء بالنظر إلى أهميتها في دفع الزكام، وقال إنه يعرض الكيس ب50 دينارا خاصة وأنها تيزانة جديدة من نوع لويزة وهو عادة النوع المفضل لدى غالبية الزبائن· نفس ما عرفته الصيدليات التي عرفت توافدا من طرف المواطنين ليس لطلب الأدوية وإنما لطلب بعض أنواع الأعشاب التي تدفع الزكام خاصة وأن البعض تغيب عنهم الثقة في الأعشاب المعروضة على مستوى الطاولات ويضمنون صلاحية تلك التي يقتنونها من الصيدليات، ما وقفنا عليه على مستوى صيدلية بساحة أول ماي ووضحه لنا صاحب الصيدلية الذي قال إن الكل يميل إلى اقتناء التيزانة المفيدة جدا في مداواة الزكام لاسيما وأن سعرها ملائم جدا لمختلف الطبقات على خلال أسعار الأدوية المضادة للزكام والتي يتفاوت سعرها على اختلاف أنواعها·