أكد آمر إحدى سرايا الاستطلاع التابعة للجيش الليبي على الحدود مع الجزائر محمد بلال، أن الأوضاع تعد شبه مستقرة على المناطق الحدودية بين البلدين، وذلك من خلال تعاون ثنائي بين الجزائر وليبيا لتأمين المنطقة الحدودية عبر منفذ »إيسن« القريب من مدينة غات. أوضح بلال في تصريح له، أن هناك تعاونا بين الجزائر وليبيا في عملية تأمين الحدود عبر منفذ إيسن القريب من مدينة غات، مؤكدا في نفس الوقت أن حركة دخول وخروج المسافرين تسير بشكل طبيعي. ويأتي تحرك الجزائر لمساعدة السلطات الليبية، التي ظهرت أنها غير قادرة على مواجهة المليشيات المسلحة التي تنصّب نفسها الآمر الناهي على مناطق واسعة من التراب الليبي، متحججة في ذلك، بأن لها الفضل في تحرير ليبيا من قبضة القذافي، زيادة على ارتفاع عددها فجأة من 50 ألف غداة سقوط نظام العقيد، إلى أزيد من 200 ألف حسب آخر الإحصائيات، كما يشكل تسلح تلك المليشيات تخوفا لدى الجزائر. وقد سبق وأن اتفقت ليبيا والجزائر، على تعزيز تعاونهما على صعيد أمن الحدود ومكافحة تهريب الأسلحة، وذلك لمناسبة زيارة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال إلى طرابلس. وجدير بالذكر أن وكالة الأنباء الصينية »شينخوا«، ذكرت بأن الجزائر قد سلمت للحكومة الليبية، صورا وخرائط إلى جانب معلومات تتعلق بانتشار المليشيات المسلحة الليبية على طول الحدود بين البلدين، حيث نقلت عن مصادر قالت أنها جزائرية وتستند إلى »تقارير أمنية« أن »كتائب ليبية سلفية متشددة تسيطر على الحدود البرية بين الجزائر وليبيا«، وحسب هذه التقارير، فإن »14 فصيلا مسلحا يسيطر على أجزاء مهمة من الحدود البرية بين البلدين، وأن أغلب هذه الفصائل »لا تخضع للسلطة المركزية في طرابلس«. فيما تشير تقارير أمنية حديثة إلى اعتبار السلاح الليبي، أهم مورد لمافيا المتاجرة بالسلاح والذي يباع للجماعات الإرهابية ولعصابات التهريب، كما تعد المساعدة اللوجيستية من الجزائر لليبيا أولى فصول التعاون بينهما، بعدما أوقفت الجزائر قبل أشهر التنسيق الأمني مع ليبيا لمراقبة الحدود البالغ طولها حوالي ألف كيلومتر، لعدم سيطرة الحكومة المركزية في طرابلس على هذه الحدود.