تحت شعار »لكل مريض أهميته« تحيي الجزائر اليوم العالمي لمرض السل، المصادف ل 24 مارس، هذا الوباء الذي يعتقد الكثيرون أنه اختفى من العالم، لكن الأرقام تكذب بشكل قاطع هذا الاعتقاد باعتبار أن عدد ضحايا السل سنويا بالجزائر يبلغ 20 ألف مصاب، في حين يعاني 9 مليون شخص عبر العالم من هذا الداء الرئوي الفتاك. بلغ عدد المصابين بمرض السل بالجزائر عشية إحياء اليوم العالمي للداء الموافق ل24 من مارس حسب إحصائيات وزارة الصحة 20 ألف مريض 11 ألف إصابة منها خارج الرئة، وهو ما يؤكد صمود هذا الوباء وانتشاره بين الجزائريين خلال السنوات الأخيرة لأسباب شتى، أهمها نمط الحياة المتدني للمواطنين، إذ ينتشر المرض بصفة خاصة حسب الأخصائيين بين سكان البيوت القصديرية، حيث تنعدم شروط الحياة الصحية وتنتشر الأوساخ والقاذورات ويغيب الصرف الصحي.ناهيك عن تراجع مناعة الجزائريين بسبب سوء التغذية وتراجع القدرة الشرائية لدى الأغلبية السائدة من المواطنين. وهو نفس ما ذهب إليه البروفيسور سليم نافثي الذي أكد بأن حالات الإصابة بالسل في الجزائر سببها الفقر، وأن الوباء عرف انتشارا واسعا وسط السكان خلال السنوات التي تلت الاستقلال نتيجة الظروف المعيشية المتردية للجزائريين خلال تلك الفترة،وأضاف نافثي أن المرض ينتشر اليوم أيضا في الأوساط الفقيرة التي تعاني من سوء التغذية والظروف الاجتماعية السيئة، مضيفا أن الوضيعة الاقتصادية تسهم في انتشار المرض بنسبة 70 بالمائة، حيث تسجل الجزائر 25 ألف إصابة سنويا من بينها 10 آلاف حالة معدية.لكن السل مرض قابل للشفاء وليس قاتلا كما يعتقد العامة، حسب نافثي وإذا اتبع المريض تعليمات الطبيب فسيشفى ، موضحا أن نسبة الشفاء من السل اليوم تقدر ب 99 بالمائة. للإشارة ينتشر السل ببلادنا لدى النساء أكثر من الرجال بنسبة60بالمائة أي 6 نساء مقابل 4رجال،وتعتبر حالات الإصابة خارج الرئة التي تصيب الأعضاء الأخرى للجسم حالاتغير معدية، لأن البكتيريا المتسببة في المرض تنتشر خاصة في الأعضاء التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأوكسجين مثل الرئة،كما أن بعض الحالاتغير الرئوية هيحالات مميتة إذا مست الأعضاء النبيلة مثل الكلى. أشادت المنظمة العالمية للصحة بالنتائج التي حققتها الجزائر في مجال مكافحة مرض السل الذي تراجع خلال السنوات الأخيرة، بمعدل 7ر19 حالة لكل 100 ألف ساكن، بعد أن سجلت أعلى نسبة بالجزائر خلال سنوات 1993-2003 أي خلال سنوات السبعينيات والثمانينات. وأكد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة السل زأن بلداناً عديدة في الإقليم قد تبنت برامج قوية لمكافحة السل تدعمها خطة عمل استراتيجية ملائمة طُبقت بنجاح، وخلال السنوات الخمس الماضية حافَظ العالم على تحقيق معدلات معالجة ناجحة بين الحالات المكتشفة بلغت 88 بالمائة. كما اكتشفت على مدى السنوات العشر الماضية 2,4 مليون حالة إصابة بالسل من بينها 3 ملايين حالة تم علاجها بنجاح، وانخفضت الوفاة بالسل بنسبة 50بالمائة مقارنة بوفيات عام 1997 فمن بين 9 ملايين شخص في العالم يصابون بالسل سنوياً، هناك ثلث هذا العدد أي 3 ملايين لا يتم إبلاغ نظم الصحة العمومية بهم. ويعيش الكثيرون من هؤلاء الملايين الثلاثة في أفقر مناطق العالم وأكثرها عرضة لخطر الإصابة بالمرض. وأضاف التقرير أن ثلثا حالات الإصابة بالسل التي وقعت بين النساء عام 2013 غير مكتشَفة. ويعني ذلك أن فرص حصول النساء على فرص التشخيص والعلاج أقل منها بين الرجال. ويجدر بالذكر أن الفضل الأكبر في تراجع معدلات الإصابة بالسل في سنوات السبعينات بالجزائر يعود إلى الأستاذين العرباوي وبيير شولي من خلال وضع برنامج وطنيلمكافحة الداء خلال سنوات السبعينات أدى إلى انحسار الداء في الجزائر بشكل كبير .