دعا عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة ممثل رئيس الجمهورية في القمة العربية ال25 التي اختتمت أمس بالكويت الأشقاء السوريين إلى تغليب لغة العقل والحكمة وإعلاء مصلحة الشعب السوري، وقال إن الجزائر ترحب بكل مسعى ينهي الأزمة التي طالت في سوريا ، مؤكدا في المقابل بأن حل الأزمة السورية لن يكون عبر المقاربة العسكرية و لا بدعم طرف ضد آخر. ¯ سميرة.ب/واج ● عرّج رئيس مجلس الأمة في الكلمة التي ألقاها في القمة ال25 للجامعة العربية على أهم التطورات الحاصلة في المنطقة العربية في الفترة الأخيرة، كما لم يفوت الفرصة دون تذكير الحضور بأن الجزائر مقبلة على إجراء انتخابات رئاسية تعددية يوم 17 أفريل المقبل، معربا عن أمله في أن يكون الموعد نقلة نوعية تسمح للشعب الجزائري أن يختار بكل حرية وديمقراطية من يقوده في الخماسية القادمة، كما دعا بالمناسبة المجموعة العربية للمساهمة في إنجاح أشغال الاجتماع الوزاري لمنظمة عدم الانحياز المزمع عقده نهاية شهر ماي المقبل بالجزائر. وعن الوضع العربي العام، أكد ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن العالم العربي يسعى جاهدا إلى لملمة شؤونه الداخلية ذات الأبعاد المتعددة وفي محيط دولي متقلب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مما يحتم مجاراته والتعامل معه بحكمة وتبصر تصب في نهاية المطاف في الاستجابة لطموحات الشعوب العربية، مسجلا في المقابل ارتياح الجزائر الكبير إزاء التطورات السياسية الحاصلة في تونس ومصر في مساريهما الانتقالي الديمقراطي باعتماد دستوريهما والاستعدادات الحثيثة الجارية تمهيدا للاستحقاقات الهامة القادمة في هذين البلدين الشقيقين. وعبر في نفس الوقت عن نفس الشعور حيال الشأن في اليمن الشقيق فيما توصل إليه الحوار الوطني الشامل والذي يبعث الأمل، مثلما يذهب إليه المتحدث، في أن يسترجع هذا البلد عافيته واستقراره وتنميته. وبخصوص الوضع في ليبيا أكد بن صالح بان الجزائر يحدوها كذلك أمل كبير في أن يتمكن الأشقاء في ليبيا من التوصل إلى تحقيق التوافق وتجاوز الخلافات عبر حوار شامل يفضي إلى تحقيق تطلعات وأمال الشعب الليبي الشقيق، أما بشأن الوضع في السودان فإن الجزائر تبارك رعلى لسان رئيس مجلس الأمةر الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها مؤخرا في سبيل تحقيق اللحمة الوطنية وتعزيز القدرات لضمان القفزة المأمولة تلبية لمطالب الشعب السوداني الشقيق. وجدد بن صالح في هذا الصدد تضامن الجزائر الكامل مع السودان في جهوده الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في ربوعه ولا سيما في إقليم دارفور في إطار اتفاق الدوحة. كما دعا الأشقاء السوريين من جهة أخرى إلى تغليب لغة العقل والحكمة وإعلاء مصلحة الشعب السوري معربا عن ترحيب الجزائر بكل مسعى ينهي الأزمة التي طالت في سوريا، موضحا بالقول »إننا من هذا المنبر نهيب بالأشقاء السوريين تغليب لغة العقل والحكمة وإعلاء مصلحة الشعب السوري بعيدا عن الاعتبارات الضيقة والخاصة«، مؤكدا بأن حل الأزمة السورية لن يكون عبر المقاربة العسكرية و لا بدعم طرف ضد آخر. وفي الشأن الفلسطيني جدد موقف الجزائر الدائم والثابت الداعم للشعب الفلسطيني معربا عن أملها في أن تتجسد وحدة الصف الفلسطيني، كما أكد بأن الجزائر استبشرت خيرا في حصول الدولة الفلسطينية على صفة عضو مراقب في الأممالمتحدة وانضمامها إلى أسرة اليونسكو. وأعرب في هذا المقام عن أمل الجزائر في أن تؤدي المحاولات الأخيرة الساعية إلى التمهيد لرسم معالم مفاوضات تفضي إلى الحل النهائي وإقامة الدولتين طبقا لمرجعيات السلام. وفي الشق الاقتصادي، أوضح ممثل رئيس الجمهورية في القمة العربية إلى أن الجزائر تتطلع إلى تطوير العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وتدعم الجهود المبذولة لتحقيق التنمية العربية الاقتصادية المنشود، مضيفا بالقول إن العام العربي اليوم على غرار شعوب المعمورة يعيش تحولات كبيرة وتطورات متسارعة أملتها مقتضيات جيوسياسية وبيئية دولية ومتطلبات شعبية أكيدة، مشيرا بالقول »لا يسعنا إلا أن نبارك الخطوات التي سلكناها معا والمتمثلة في تطوير عملنا العربي المشترك وإدخال الإصلاحات الضرورية أساسا على تعديل ميثاق الجامعة العربية وإطارها الفكري وآلياتها وأجهزتها استجابة للمتطلبات العربية الراهنة ومواكبة للتطورات الإقليمية والدولية. ونوه بن صالح بالقرارات الاقتصادية والاجتماعية »الجد هامة« التي تمخضت عن القمة العربية الإفريقية الثالثة التي احتضنتها دولة الكويت شهر نوفمبر 2013 والتي تعبر ركما جاء في كلمتهر عن مدى تلاحم المجموعتين ورغبتها في المضي قدما في سبيل إعطاء مغزى ملموس للتعاون العربي-الإفريقي خدمة لشعوبهما.