تشهد خدمة الموزعات الآلية للأوراق النقدية على مستوى الجزائر العاصمة وضواحيها تراجعا ملحوظا بسبب العطل الذي مس العديد منها فيما تم إهمال بصفة كلية بعض الموزعات الأخرى بالرغم من كونها موجودة وسط أفخم أحياء العاصمة..ظاهرة استنكرها بشدة عديد المواطنين الذين تحدثوا إلينا والذين أكدوا اعتيادهم عليها باعتبارها ربحا للوقت من جهة وللحالات الإستعجالية من جهة أخرى. حسب المُعاينة التي قُمنا بها، لم يقتصر العطل المُسجل في الموزعات الآلية للأوراق النقدية على بنك مُعين بل مس جل البنوك بما في ذلك »سوسيتي جينرال«، بنك الفلاحة والتنمية الريفية، القرض الشعبي الوطني »سي بي أ«، البنك الوطني الجزائري »بي أن أ«، بنك الجزائر الخارجي، ترست الجزائر، بنك »بي أن بي باري«، »كناب بنك«.. وهي أهم البنوك التي يتداول عليها المواطنين، كما طال العطل الموزعات النقدية الآلية التابعة لمؤسسة بريد الجزائر، بحيث تُصادفك كلما أردت أن تسحب قسط من المال على مستوى هذه الموزعات جملة »الجهاز في طور التشغيل«. والغريب في الأمر، أن بعض الموزعات الموجودة على مستوى أفخم أحياء العاصمة أصبحت مهملة بشكل يدعو إلى طرح عدة تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة فبالرغم من كون البنك المعني مفتوح أمام الزبائن، لكن الموزع الآلي عاطل ومهمل بصفة تجعلك تعتبر أن لا شخص يوجد في هذا المكان منذ سنين طويلة. في سياق متصل، لجأت مؤخرا، وبالموازاة مع الانتخابات الرئاسية، بعض المؤسسات المالية إلى توقيف جل الموزعات الآلية للأموال الموجودة في مختلف البلديات التابعة للجزائر العاصمة التي لا تزال تُقدم خدماتها، وهو ما زاد من حدة المُشكل، فيما لجأت بعض المؤسسات الأخرى إلى توقيف كل موزعاتها وهو الأمر الذي بقي ساري المفعول إلى غاية أمس الأول. واستنكر عديد المواطنين الذين تحدثوا إلينا ظاهرة العطل الذي أصبح يتكرر كل مرة على مستوى هذه الموزعات وأكدوا اعتيادهم عليها باعتبارها ربحا للوقت من جهة ومفيدة جدا للحالات الإستعجالية من جهة أخرى وشددوا على السلطات المعنية ضرورة إصلاح الموزعات العاطلة وتجديد تلك التي تعرضت للكسر والتخريب من قبل من أسموهم ب »أشباه المواطنين«. أما بخصوص لجوء البنوك إلى توقيف بعض الموزعات المتبقية عشية الانتخابات الرئاسية، أورد هؤلاء أن الأمر يتعلق دون شك بالتخوفات التي زرعتها بعض الأطراف والتي بلغت، يقولون، حد لجوء عدد معتبر من العائلات إلى اقتناء المواد الغذائية بشكل زائد عن العادي وكذا لجوء أصحاب السيارات إلى تزويد مركباتهم بالبنزين..وهي تخوفات سرعان ما زالت من الأذهان بعد إعلان وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، عن النتائج الأولية لهذا الاستحقاق وبعد رد فعل المترشحين الآخرين خاصة المترشح علي بن فليس الذي فُهمت تصريحاته على أنها تهديدا بالتوجه نحو العنف. يُذكر أن الجزائر أحصت إلى غاية شهر جانفي الماضي ما يُعادل 20 بنكا وطنيا وأجنبيا و9 مؤسسات مالية وذلك حسب الأرقام التي كشف عنها مؤخرا بنك الجزائر.