تحولت الموزعات الآلية للنقود إلى مصدر إزعاج لزبائن "بريد الجزائر"، بحيث يصعب على الزبون الحصول على أمواله أيام العطل من هذه الموزعات، بسبب التعطل أو عدم وجود الأموال أو أن الفتحة التي يتم من خلالها إدخال البطاقة المغناطيسية مسدودة. ورغم أن المواطن يحرص على استخدام البطاقات المغناطيسية في كل تنقلاته،إلا أن تقاعس بعض القابضين بالمكاتب البريدية وتخوف بعض المؤسسات المصرفية من المنافسة جعلا المواطن لا يستفيد من خدمة الدفع الآلي عبر جميع الموزعات الآلية، بالشكل الذي وضعت من أجله. وقد أبدى العديد من المواطنين الذين تحصلوا خلال السنوات الأخيرة على بطاقاتهم المغناطيسية سواء تلك الخاصة بمؤسسة "بريد الجزائر" أو المؤسسات البنكية استياءهم من تعطل العديد من الموزعات الآلية بطريقة مفاجئة خلال أوقات الذروة وحتى أيام العطل، وغالبا ما يصطدم المواطن برفض الموزعات التابعة للبنوك الخاصة تقديم خدماتها لحاملي البطاقات المغناطيسية الخاصة بمؤسسة بريد الجزائر، وهي الانشغالات التي رفعها العديد من المواطنين ممن وجدوا صعوبة في استعمال بطاقتهم وسحب أموالهم. وخلافا لما تروج له المؤسسات المصرفية التي تؤكد في كل خرجاتها الإعلامية أنها تتحكم في الدفع الالكتروني وتطلق العديد من المناقصات لإنتاج أكبر عدد من البطاقات المغناطيسية إلا أن هذه الأخيرة لا يمكن استغلالها. وهو ما أكده لنا السيد "عبد الله" الذي وجد صعوبة كبيرة في سحب أمواله في نهاية الأسبوع الذي تصادف مع مرض أحد أبنائه. مشيرا إلى أنه تقدم بشكوى لدى رئيس الوكالة البنكية التي يتعامل معها بعد رفض الموزعات الآلية صرف المبلغ الذي طلبه، وفي نهاية المطاف رفض الموزع إعادة البطاقة لصاحبها، في حين يسرد لنا مواطن آخر قصته مع الموزعات الآلية التي ترفض في كل مرة صرف المبلغ المطلوب بحجة أن رصيده لا يكفي في الوقت الذي يؤكد فيه هذا الأخير أن رصيده يضمن تحويل أكثر من المبلغ المطلوب، مبديا تساؤله من جدوى الموزعات الآلية للنقود التي تحولت إلى ديكور لتزيين الشوارع ومداخل المؤسسات المصرفية لا غير.
بعض القابضين يتقاعسون في ملء الموزعات الآلية بغرض الاستفسار عن انشغالات المواطنين والحلول المقترحة من طرف مؤسسة "بريد الجزائر" التي تتعامل مع أكثر من 17 مليون زبون، تقدمنا من مدير قسم النقدية والخدمات البريدية، السيد رشيد بن عزوز، الذي أكد لنا أن مشكل رفض الموزعات الآلية صرف النقود خاصة أيام نهاية العطل راجع إلى عدم تمويلها من طرف القابض البريدي. مشيرا إلى أنه في كل مرة تتم مراسلتهم لمطالبتهم بضرورة تفقد جميع الموزعات بعد نهاية ساعات العمل يوم الخميس والحرص على تمويلها بالنقود حتى يتمكن زبائن المؤسسة من سحب أموالهم بشكل عادي. وفي رد السيد بن عزوز على إشكالية التعطل المستمر للموزعات خاصة أوقات الذروة، أشار إلى أن نوعية النقود قد تكون السبب في تعطلها، كما أن ضغط العمل داخل المكتب البريدي قد يلهي القابض عن مراقبة الموزعات وإعلام المركزية بتعطلها لإرسال فرق تقنية لإصلاحها. وبخصوص رفض الموزعات الخاصة بالبنوك صرف أموال زبائن بريد الجزائر، أكد مدير قسم النقدية أن الاتفاق المبرم ما بين كل المؤسسات المصرفية سنة 2006 يقضي بضمان توفير خدمة الصرف الآلي للنقود عبر جميع الموزعات الآلية، غير أن بعض البنوك خالفت الاتفاق حتى تضمن توفير السيولة المالية لزبائنها فقط، في الوقت الذي تضمن فيه الموزعات الخاصة بالمكاتب البريدية صرف أموال المتحصلين على بطاقات مغناطيسية خاصة بالبنوك. من جهة أخرى، تطرق السيد بن عزوز إلى ارتفاع قيمة المعاملات المالية التي تتم عبر الموزعات الآلية من شهر إلى آخر لتبلغ اليوم أكثر من 300 ألف معاملة في اليوم عبر 700 موزع آلي، وهو ما يؤكد أن المواطن تعود على الآلة وعليه تقرر بالنسبة لهذه السنة تدعيم المكاتب البريدية التي تقع في المناطق النائية ب460 موزعا آليا جديدا. وستطلق مؤسسة بريد الجزائر، خلال الأشهر القليلة القادمة، مناقصة وطنية ودولية لاختيار مؤسسة لإنتاج 7 ملايين بطاقة مغناطيسية جديدة بغرض تغيير البطاقات القديمة وتوزيع مليون بطاقة جديدة على زبائن المؤسسة التي تحصي اليوم 9 ملايين حساب بريدي جار لأشخاص فرديين، وعن جديد البطاقات المغناطيسية، كشف مدير النقدية أنه سيتم تشجيع زبائن المؤسسة الذين يستعملون البطاقات المغناطيسية وعددهم اليوم 4 ملايين -من أصل 6 ملايين تحصلوا على بطاقاتهم– على استغلالها في عملية دفع فواتير مؤسستي الجزائرية للمياه وسونلغاز، ولذات الغرض يتم حاليا تنسيق العمل مع المؤسستين حتى يتم توزيع رقم حساباتهم البريدية على الزبائن لتسهيل عملية الدفع الآلي للفواتير سواء عند شبابيك بالمكاتب البريدية أو عبر موزعات آلية متخصصة سيتم فتحها عبر عدد من المكاتب البريدية. وفي رد السيد بن عزوز على سبب عزوف مليوني زبون عن استخدام بطاقتهم المغناطيسية، أشار إلى أن الدراسة التي أعدت مؤخرا من طرف المراكز المالية أثبتت أن غالبية زبائن مؤسسة بريد الجزائر لا يكلفون أنفسهم عناء إعلام المؤسسة بعناوينهم الجديدة، خاصة وأنه خلال العشرية الأخيرة تعود المواطن على الترحال كثيرا، الأمر الذي صعب على المؤسسة تحديد مقر سكن أصحاب البطاقات المغناطيسية. وعن الحل المقترح من طرف "بريد الجزائر" لتشجيع الزبائن على طلب بطاقاتهم المغناطيسية، تطرق السيد بن عزوز إلى قرار لامركزية الخدمات وعصرنتها من خلال مطالبة كل من يريد فتح حساب بريدي جار ملء استمارة "بطاقة مسك الحساب" تكون مرفقة بصورة للمعني ورقم هاتفه الشخصي، بالإضافة إلى بريده الالكتروني حتى يسهل علينا الاتصال به لطلب حضوره لسحب صكه البريدي أو بطاقته المغناطيسية، آما فيما يخص الزبائن القدامى فتتم مراجعة ملفاتهم مع متابعة كل تعاملاتهم المالية لتحديد المكتب البريدي الذي يترددون عليه، ومن هنا يتم استدعاؤهم من طرف القابض البريدي لتحسيسهم بأهمية سحب بطاقاتهم المغناطيسية، أما فيما يخص البطاقات المغناطيسية التي تم تمديد فترة صلاحيتها لغاية نهاية الشهر الجاري فهي تخص 120 ألف بطاقة فقط وقد تم تغييرها. بالمقابل، أكد مدير النقدية أنه سيتم تشديد الرقابة ومضاعفة دوريات التفتيش لمعاقبة المخالفين من قابضي البريد الذين يتقاعسون في ملء الموزعات الآلية، في حين جدد المسؤول تأكيده أن بطاقات السحب والدفع الخاصة بمؤسسة بريد الجزائر يمكن استعمالها عبر جميع الموزعات الآلية خلافا لما هو متداول اليوم.