أعلنت أمس مجموعة من الشخصيات المعارضة عن تكتل جديد أطلقت عليه اسم »التحالف الوطني من أجل التغيير« والذي يضم إطارات سابقة في جبهة القوى الاشتراكية وقيادات في الحزب المحظور من أجل التحضير لمبادرة سياسية تدعو إلى مرحلة انتقالية يسيّرها الجيش الوطني الشعبي. حمل البيان الذي تلقت »صوت الأحرار« نسخة منه جملة من الانتقادات للنظام القائم الذي وصفته بالفاسد والبوليسي والذي يسعى للاحتفاظ بالحكم مهما كان الثمن مع الدعوة إلى «التغيير الشامل والحقيقي والفعلي للنظام الحالي» والمطالبة بفترة انتقالية تعمل خلالها المؤسسة العسكرية على ضمان أمن المواطنين وسلامة التراب الوطني دون أن يكون لها الحق في أن تفرض خيارات سياسية أو تعيق التجسيد الكامل والسيّد لما يعبّر عنه الشعب. ومن بين الأسماء التي وقّعت على المبادرة إطارات سابقة في جبهة القوى الاشتراكية على غرار عبد القادر زرو وكريم طابو وكذا بعض قيادات الحزب المحظور مثل مراد دهينة وأنور هدام إلى جانب أساتذة جامعيين والوزير الأسبق للاقتصاد غازي حيدوسي. ويؤكد أصحاب المبادرة على حرصهم لجمع قوى المعارضة على اختلاف مشاربها الاديولوجية والسياسية والتي تؤمن بنفس الطروحات في تكتل واحد من أجل توحيد الجهود في السعي إلى بناء دولة الحق والقانون والحريات، كما شدّدت في المقابل على الطابع السلمي لتحركها وعملها السياسي. وتعدّ هذه المبادرة الثالثة من نوعها في إطار سلسلة من المبادرات أطلقتها قوى المعارضة في الأيام الأخيرة منها التنسيقية الوطنية للتغيير التي يتزعمها علي بن فليس وتضم 13 حزبا دعمه في رئاسيات 17 أفريل وكذا المبادرة التي أطلقتها الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات والتي سميت بتنسيقية التحول الديمقراطي والحريات والتي تحضر لندوة وطنية للتحول الديمقراطي في 17 ماي الداخل. ويرى المتتبعون للشأن الوطني في هذه التحركات والمبادرات تشتتا جديدا للمعارضة يعكس التنافس الدائر بين أقطابها لقيادة المعارضة في المقبلة.