يغيب وزير الخارجية رمطان لعمامرة عن اجتماع وزراء الخارجية لدول المغرب العربي المقرر في التاسع من ماي الجاري بالرباط، ويمثل الجزائر في هذا اللقاء سفيرها لدى المملكة المغربية عبد الحميد شبشوب، ويندرج ذلك ضمن القرار الذي اتخذته الجزائر بخفض تمثيلها الدبلوماسي في أي تظاهرة يحتضنها المغرب على خلفية حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء وتدنيس الراية الوطنية في الفاتح من نوفمبر من العام المنصرم. قررت الجزائر مرة أخرى تقليص تمثيلها الدبلوماسي في التظاهرات التي يحتضنها المغرب، حيث من المقرر أن لا يشارك وزير الخارجية رمطان لعمامرة في اجتماع وزراء الخارجية لبلدان المغرب العربي المقرر في التاسع من ماي الجاري بالعاصمة المغربية الرباط، وبحسب ما ذكره الموقع الاليكتروني »كل شيء عن الجزائر« فإن رمطان لعمامرة وزير الخارجية لن يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول المغرب، حيث سيمثل الجزائر في هذا المؤتمر السفير عبد الحميد شبشوب، وقال الموقع الإخباري مساء أول أمس الثلاثاء، نقلا مصادر وصفها بالمتطابقة أن القرار الجزائري يرتبط بجمود العلاقة بين الجزائروالرباط عقب حادث تدنيس العلم الجزائري من فوق قنصلية الجزائربالدار البيضاء في الأول من نوفمبر2013 . وليست هي المرة الأولى التي تقرر فيها الجزائر خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات التي تعقد في المغرب، وكان الناطق الرسمي السابق لوزارة الخارجية، عمار بلاني قد صرح عقب أحداث الدار البيضاء أن الجزائر » ستقرر بشكل سيادي في مستوى التمثيل الدبلوماسي في كل الاجتماعات المتعددة الأطراف التي تحتضنها المغرب لاحقا«، وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة ردا على سؤال يتعلق بالتوتر الحاصل في العلاقات بين الجزائر والمغرب أن الجانب المغربي يعرف جيدا ما الذي يتوجب عليه فعله لتحريك هذه العلاقات والعودة بها إلى وضعها العادي والطبيعي. و تعرف العلاقات الجزائرية المغربية حالة من التوتر الذي تسبب فيها نظام المخزن منذ حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء المغربية وتمزيق الراية الوطنية، وكان ذلك في الفاتح من نوفمبر من عام ,2013 ولا تزال الجزائر تطالب باعتذار رسمي من المملكة المغربية و بالتنسيق الثنائي لإلقاء الضوء على حادث انتزاع العلم الوطني من فوق القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء ، في حين يرفض المغرب الاعتذار إلى اليوم، ولا يكتفي بالرفض بل يواصل سياساته الاستفزازية وتحامله بمناسبة وبغير مناسبة على الجزائر. وقبل أشهر قليلة اتهم المغرب الجزائر بطرد مهاجرين سريين إلى أراضيه، ليأتي التكذيب من الأممالمتحدة التي أدانت بشكل واضح وصريح الرباط وحملتها مسؤولية المعاملة السيئة للمهاجرين على أراضيها وطردهم بطريقة وحشية نحو التراب الجزائري، وعاد المغرب مرة أخرى ليتهم الجيش الجزائري بإطلاق الرصاص على مركز حدودي مغربي، فيما واصل بعض المتطرفين المغاربة في حزب الاستقلال تصريحاتهم التي تمس بالوحدة الترابية للجزائر، ووصل الأمر بسفير المغرب لدى اللجنة الأممية لحقوق الإنسان بجنيف السويسرية، عمر هلال، حد تشبيه الوضع في غرداية، على خلفية أحداث العنف التي عرفتها هذه الولاية، بالوضع في سوريا التي تعيش حربا أهلية طاحنة منذ سنوات، مما أوجد حالة من التوتر التي بدت وكأنها قد أضحت مزمنة ترشح العلاقات بين البلدين للمزيد من الجمود مستقبلا. والمؤكد أن الرسالة لتي بعث بها العاهل المغربي محمد السادس للرئيس عبد العزيز بوتفليقة يهنئه فيها بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لم تسهم في تحريك الجمود الحاصل على المستوى السياسي بين البلدين، رغم أن الأمور يبدو أنها تتحرك على جبهات أخرى على غرار الجبهة الاقتصادية بحيث تشارك أزيد من عشر مقاولات مغربية في الطبعة 17 للمعرض الدولي للبناء الأشغال العمومية باتيماتيك المنظم حاليا بالجزائر العاصمة، بهدف البحث عن موطئ قدم في السوق الجزائرية.