كشف الخليفة العام للطريقة التيجانية بعين ماضي، الشيخ علي التيجاني، أن "النشاطات التي تنظم دون استشارة الخلافة العامة لا تعني الطريقة التيجانية في شيء". وقال الشيخ التيجاني لوكالة الأنباء الجزائرية بخصوص مؤتمر للطريقة التيجانية، بدأ أمس أعماله بفاس المغربية: "هذه الأنشطة لا تعّبر عن الطريقة كخلافة عامة وعن أتباعها عبر العالم وبما أنها لا تتم تحت لوائنا ودون مشاورتنا فهي لا تعنينا". وأوضح بخصوص مؤتمر فاس: "لقد رفضت دعوة الحضور لهذا اللقاء كونها بلغتني باسمي الخاص وليس كخليفة عام". مشيرا إلى أن الزاوية التيجانية "مستعدة دائما للمساهمة في حل جميع القضايا العالقة، مهما كان نوعها، وبإمكانها وضع كل ثقلها في حل الخلافات ومعالجة القضايا العالقة والمساهمة في استقرار المجتمع وترقية التربية الدينية". وأضاف الخليفة العام أن "جهود الزاوية تتوقف على مدى إعطائها قيمتها الحقيقية، والأخذ برأيها استغلالا لحجم انتشارها وعدد أتباعها بما يخدم الوطن والدين". وتستعد الخلافة العامة للطريقة التيجانية، المتواجد مقرها بعين ماضي بولاية الأغواط، لاستقبال حوالي 250 شخص من السينغال وغامبيا وموريتانيا، للتبرك وتجديد التمسك والولاء لعهد الشيخ سيد أحمد التيجاني وأحفاده بهذه الزاوية، التي يحج إليها الملايين من المريدين من مختلف مناطق العالم. وتضاف هذه الزيارات إلى الندوات الرمضانية التي دأبت الخلافة العامة للطريقة التيجانية على تنظيمها كل سنة، بكافة مساجد ولاية الأغواط، بإشراك علماء ودعاة من مختلف الدول العربية والإسلامية. وانطلقت بفاس، أمس، أعمال المؤتمر الدولي الثالث للطريقة التيجانية، الذي تنظمه مشيخة الطريقة التيجانية بالزاوية الكبرى بفاس، بحضور مئات المشايخ ومنتسبي الطريقة القادمين من 47 بلداً في العالم. ونقل موقع "صحراء ميديا" الموريتاني عن الملك محمد السادس في رسالة قرأها نيابة عنه وزير الأوقاف المغربي، أن التصوف "ينتهج الإسلام الوسطي الذي يعد صمام أمان في مواجهة الأفكار المتطرفة والإرهاب". وأشاد محمد السادس "بما أدته الطريقة التيجانية في ربوع إفريقيا جنوب الصحراء والساحل الغربي، وامتداد الآفاق مشرقا ومغرباً، من دور كبير في نشر الإسلام وتصحيح عقيدته والدعوة إلى مكارم الأخلاق". وأضاف: "لقد حرص أتباعها على انتشال الآلاف المؤلفة من الأفارقة من أضاليل الوثنية والشرك بالله ومقاومة الاستعمار"، مؤكداً أن "الطريقة قامت برسالتها المضيئة وتربيتها القويمة، في جعل الإسلام منهجا للاستقامة والصلاح والمحبة والإخاء". ودعا العاهل المغربي الطريقة التيجانية إلى "النهوض برسالتها في هذا الظرف التاريخي بالنسبة للمجتمعات الإسلامية، التي هي أحوج ما تكون لمساهمة جميع الفاعلين من علماء وفقهاء وصوفية لرفع تحدي التطرف الأعمى ونزعات الانفصال والانقسام". وتسعى الخلافة العامة للطريقة التيجانية، حسب الشيخ التيجاني، إلى تفعيل نشاطها لاسيما ما تعلق منه بتحفيظ القرآن الكريم، حيث يجري حاليا إنجاز مدرسة قرآنية، بإمكانها استقطاب 250 طالب ستضاف إلى معهد تكوين الإطارات الدينية ببلدية عين ماضي الذي يرتقب استلامه قريبا.