ستنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة يوم 23 من الشهر الجاري في ملف كفيف ينسب إليه تفجير نواة الجماعة الإسلامية المسلّحة »الجيّا« التي كانت تنشط في العاصمة وضواحيها حتى بداية الألفية الحالية، بمدّه معلومات هامّة لفرع مكافحة الإرهاب بمصالح الأمن حول مكان اختباء عناصر سرية »الساحل« أهمّ فيصل ل »الجيّا« في منطقة السحاولة وبحوزتهم أسلحة حربية. وقد سبق لمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة تأجيل النّظر في الملف من أجل تعيين محامي تلقائي للمتّهم الرئيسي »ع - محمد« الذي صرّح بأنه ليس مهتمّا بمحاكمته، مجدّدا أنه يفضّل أن يقضي عقوبة السجن المؤبّد الصادرة في حقّه منذ 12 سنة، حيث يتابع رفقة 06 متّهمين من بينهم »ق .حسين« المكنّى »مصعب الكفيف« بجناية إنشاء جماعة إرهابية مسلّحة تعمل على بثّ الرعب وخلق جو انعدام الأمن ووضع متفجّرات في أماكن عمومية وأسواق أدّت إلى مقتل أشخاص والقتل العمدي، التزوير والخطف والاغتصاب، في وقت استفاد فيه 11 فردا آخرين كانوا متابعين في هذا الملف من العفو في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتمّ إطلاق سراحهم ولم يطعن سبعة آخرون في الأحكام الصادرة ضدهم سابقا. وكان المدعو »ق.حسين« المتّهم الرئيسي، ينشط برفقة المتابعين معه في الملف تحت إمرة »رشيد أوكالي« المكنّى »رشيد أبو تراب« خليفة »عنتر زوابري«، الأمير الوطني السابق للجماعة الإسلامية المسلّحة، بإلاضافة الى ذلك فقد نسب إلى »ق. حسين« أنه كان عنصر دعم فعّال في هذه المجموعة من خلال مدّ عناصرها بالمؤونة والترصّد لأفراد مصالح الأمن واغتيالهم، إضافة إلى نقل الإرهابيين إلى أماكن تنفيذ الاعتداءات بالتفجيرات والسلاح الناري، بينها استهداف مدنيين ورجال الأمن في مناطق بواسماعيل، زرالدة ودالي ابراهيم واغتيال موظّفين في مؤسسة »جيزي« بالعاشور، وتفجير قنابل في أسواق الأربعاء والكاليتوس. وقد أصيب المدعو »ق. حسين« حسب مصادر مطّلعة على الملف بالعمى لمّا انفجرت عليه قنبلة سنة 1997 بحي برّاقي بالعاصمة، حينما كان بصدد نقلها إلى السكّة الحديدية بجسر قسنطينة لتفجيرها هناك برفقة إرهابيين آخرين، وبالرغم من ذلك واصل نشاطه في المجموعة الإرهابية التي تكفّلت بإجراء عملية جراحية له في إحدى العيادات الخاصّة بحي »سعيد حمدين« بالعاصمة كانت غير ناجحة، لكن ساءت علاقته برفاقه بعدما شعر بأن قيادة التنظيم الإرهابي تحاول التخلّص منه بدفعه إلى تفجير نفسه في مكان عمومي بالعاصمة، أين التقى بشخص بالبليدة في 2002 وأطلعه أن »أبا تراب«، الأمير الوطني ل »الجيّا«، يريد منه تفجير نفسه أو مغادرة العاصمة والعودة إلى الجبل، فطلب »ق? حسين« مهلة للتفكير وهي بمثابة حيلة وذريعة لتسليم نفسه لمصالح الأمن بجسر قسنطينة وإطلاعهم على مكان تواجد أفراد الجماعة التي كان ينشط فيها.