تشهد مختلف مراكز البريد بضواحي العاصمة منذ بضعة أيام طوابير وفوضى تسببت فيها الانقطاعات التي تشهدها من حين لآخر وبشكل ملفت للانتباه الشبكة ناهيك عن تزامن هذه الأيام مع حلول شهر رمضان المُعظم وهو ما يدفعهم إلى سحب ما اختزنوه من مصاريف خلال الأشهر الأخيرة لمواجهة الغلاء الفاحش الذي أصبح يُميز هذه المناسبة الدينية..يأتي ذلك في ظل التراجع المُسجل في خدمة الموزعات الآلية للأوراق النقدية بسبب العطل والإهمال الذي مس العديد منها وكذا تراجع الخدمة البنكية مقارنة بالسنوات الماضية. يبدو أنه محكوم على الجزائريين مواجهة نفس المشاكل سنويا كلما اقتربت أو حلت علينا مناسبة دينية وهذا بالرغم من الإجراءات التي لا يتردد المسؤولين في الحديث عنها موازاة مع هذه المناسبات..إجراءات تبقى نظرية في رأي عديد المواطنين الذين يُعانون من تلك المشاكل ميدانيا، وهو الحال مثلا بالنسبة لمراكز البريد التي رغم لجوء الوزارة إلى فتح المئات من المكاتب المُلحقة خلال السنوات الأخيرة إلا أن الطوابير والفوضى لا تزال الصفة التي تُميزها عشية كل مناسبة دينية، هذا ما شهدناه بمراكز بريدية تقع ببلديات غرب وشرق العاصمة مثل الشراقة، بابا أحسن الدويرة، خرايسية، أولاد فايت، الرغاية، الرويبة، باب الزوار، برج الكيفان، الحراش وغيرها..وذلك عكس بعض المراكز الموجودة وسط العاصمة. ومن بين الأسباب الرئيسية وراء هذا الاكتظاظ، يقول احد العاملين بمؤسسة البريد، العطل الذي تُعاني منه مرات عديدة في اليوم الشبكة الآلية يُضاف إلى ذلك توافد عدد كبير من المواطنين على سحب أموالهم سواء تعلق الأمر بالراتب الشهري أو المصاريف التي تم تخزينها عبر أشهر لمواجهة الغلاء الفاحش الذي أصبح يُلازم الشهر الفضيل، ورغم كون عديد العمال والمتقاعدين تلقوا أجورهم كوننا في آخر شهر جوان إلا أن مراكز البريد لا تزال وإلى غاية أمس تُعاني من الاكتظاظ. ولا يقتصر الأمر على مراكز البريد بل يمس حتى بعض البنوك التي تراجعت في مجال الخدمة العمومية مقارنة بالسنوات الماضية وذلك بالرغم من الإجراءات التي اتخذت في مجال إصلاح هذا القطاع، والغريب في الأمر أنه حتى الموزعات الآلية للأوراق المالية التي تهدف أساسا إلى تسهيل مهمة الزبون في الحصول على أمواله وفي كل وقت، أصبح العديد منها خارج الخدمة حتى في أوقات العمل.وحسب المُعاينة التي قُمنا بها، لم يقتصر العطل المُسجل في الموزعات الآلية للأوراق النقدية على بنك مُعين بل مس جل البنوك بما في ذلك »سوسيتي جينرال«، بنك الفلاحة والتنمية الريفية، القرض الشعبي الوطني »سي بي أ«، البنك الوطني الجزائري »بي أن أ«، بنك الجزائر الخارجي، ترست الجزائر، بنك »بي أن بي باري«، »كناب بنك«.. وهي أهم البنوك التي يتداول عليها المواطنين، كما طال العطل الموزعات النقدية الآلية التابعة لمؤسسة البريد، بحيث تُصادفك كلما أردت أن تسحب قسط من المال على مستوى هذه الموزعات جملة »الجهاز في طور التشغيل«، أو »الجهاز عاطل«. والغريب في الأمر، أن بعض الموزعات الموجودة على مستوى أفخم أحياء العاصمة أصبحت مهملة بشكل يدعو إلى طرح عدة تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة فبالرغم من كون البنك المعني مفتوح أمام الزبائن، لكن الموزع الآلي عاطل ومهمل بصفة تجعلك تعتبر أن لا شخص يوجد في هذا المكان منذ سنين طويلة.واستنكر عديد المواطنين الذين تحدثوا إلينا ظاهرة العطل التي أصبحت تتكرر كل مرة على مستوى هذه الموزعات وأكدوا اعتيادهم عليها باعتبارها ربحا للوقت من جهة ومفيدة جدا للحالات الإستعجالية وشددوا على السلطات المعنية ضرورة التدخل ووضع حد لهذا الإهمال.