دافع أمس الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي سعيد، عن موقف المركزية النقابية المعارض لانضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة، مؤكدا أن تنفيذ هذا المسار يعرض مستقبل أكثر من سبعة ملايين عامل جزائري إلى الخطر، حيث هدد بتشكيل جبهة ضد التحاق الجزائر بهذا الفضاء الاقتصادي. استغل سيدي السعيد مداخلة ألقاها خلال اليوم الثالث من الجامعة الصيفية لحزب العمال لتوضيح مواقف المركزية النقابية من بعض القضايا اقتصادية المطروحة في الساحة الوطنية أبرزها مسألة حماية الإنتاج الوطني والقدرة الشرائية للمواطن وكذا مسار المفاوضات التي تخوضها الجزائر منذ أكثر من عشريتين للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة واعتبر سيدي السعيد ضمن هذا السياق أن »حماية الإنتاج الوطني والقدرة الشرائية للمواطن تشكل أولوية بالنسبة للاتحاد العام للعمال الجزائريين فمعركة الإنتاج الوطني ليست شعارا بل مسألة سيادة وطنية مطلقة«. وأكد زعيم المركزية النقابية على ضرورة تثمين المنتوج الوطني على غرار النسيج الصناعي العمومي والخاص لتفادي اضمحلاله، مذكرا على وجه الخصوص بقطاع النسيج الذي ألح على ضرورة تفعيله. واعتبر المتحدث أن التحدي الوطني للجزائر يكمن في وضع مقاييس وطنية بالنسبة للمنتوج الجزائري وتلقين المواطنين مفهوم استهلاك المنتوج الوطني بهدف دفع تنمية الإنتاج المحلي. وفي سياق آخر اعتبر سيدي السعيد انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة مسألة »غير راهنة«، محذرا من تنفيذ هذا المسار الذي قال إنه »قد يعرض إلى الخطر مستقبل أكثر من 7 ملايين أجير جزائري«، حيث أشار إلى الانعكاسات السلبية التي قد تنجم عن هذه الخطوة. ولم يتردد سيدي السعيد في توجيه تهديد صريح بان المركزية النقابية ستقدم على تشكيل جبهة ضد مسار انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة. وتطرق سيدي السعيد في ذات السياق، إلى التجربة اتفاق الشراكة الذي أبرمته الجزائر مع الاتحاد الأوروبي، حيث قال »لقد خضنا تجربة مع الاتحاد الأوربي ولا نأمل سوى إقامة علاقات تعود بالفائدة على الجميع. وعلى أساس المعايير التي تفرضها المنظمة العالمية للتجارة فإنه لن تكون لنا أبدا فرصة تصدير منتوجاتنا في حين أننا لا نستورد حاليا سوى المنتوجات الفلاحية«. وفي إطار الموضوع العام للجامعة الصيفية لحزب العمال والمتمثل في تاريخ النشاط النقابي والنضال النقابي بالجزائر و العالم فقد تأسف رئيس المركزية النقابية لغياب التضامن النقابي على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تطرق إلى الوضع المأساوي الراهن بفلسطين نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث من المفروض أن ينشر اليوم عقب اختتام الجامعة الصيفية لحزب العمال بيانا يعكس موقف الاتحاد العام للعمال الجزائريين من التصعيد الجديد للعنف الذي لا يزال يزهق الأرواح البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين.