أظهر تقرير برنامج الأممالمتحدة حول التنمية البشرية الصادر بداية هذا الشهر، أن الجزائر احتلت المرتبة 104 دوليا، وهذا رغم تحسن الحاصل في المؤشرات، كما ركزت هذه الوثيقة من جهة أخرى على ظاهرة الهجرة الدولية والداخلية ، موضحة بأن مساهمة الشتات الجزائري في التنمية الاقتصادية للوطن تبقى ضعيفة مقارنة بدول الجوار. أوضح تقرير الهيئة الأممية، أن ما أثر على ترتيب الجزائر هو مؤشر الفقر، حيث صنفت الجزائر في المرتبة 71 في حساب هذا المؤشر ، أي بتسجيل نسبة فقر تصل 22% من إجمالي سكان الجزائر يعيشون بأقل من دولارين في اليوم بين سنة 2000 و2007. وحسب هذا الترتيب أدرجت الجزائر في الصنف الثاني (أي الصنف المتوسط) لأن المنظمة تصنف الدول حسب ثلاثة مستويات( مؤشر مرتفع ، متوسط وضعيف) . ونشير بالمناسبة إلى أن مؤشر التنمية البشرية هو منظومة قياس مركبة من ثلاثة أبعاد تتمثل في : العيش لمدة طويلة وفي صحة جيدة ( يقاس بمؤشرالعمر الافتراضي عند الولادة) تلقي حجما من التكوين والتعليم ( يقاس بمؤشر الأمية عند الكبار وبنسبة التمدرس) ؛ والارتقاء إلى مستوى كريم في الحياة ( يقاس بمستوى القدرة الشرائية والدخل الفردي). وفي هذا الإطار لا يدرج برنامج الأممالمتحدة في قياس مؤشر التنمية البشرية ، مؤشرات أخرى مثل الفوارق بين الجنسين أو الفوارق في المداخيل أو مفاهيم أخرى كاحترام حقوق الإنسان وغيرها، وهي مؤشرات لو اعتمدت، ستخرج لا محالة معظم الدول النامية من دائرة النمو في حد ذاته. وبالمقابل دافع تقرير الهيئة الأممية عن حق الأشخاص في الهجرة معتبرا الحركة البشرية في العالم عنصرا هاما في التنمية الاقتصادية، كما حاول التقرير أن يدحض بعض الأفكار المسبقة السائدة حول الهجرة العالمية إلى غاية وقتنا الحاضر، حيث أكدت هذه الوثيقة بأن معظم التنقلات والهجرات في العالم لا تتم بين دول سائرة في طريق النمو والدول النامية ولا حتى بين مختلف الدول. والحقيقة أن الأغلبية الساحقة من الأشخاص الذين يهاجرون، إنما يهاجرون داخل أوطانهم، حيث يقدر خبراء الأممالمتحدة عدد المهاجرين داخل بلدانهم بنحو 740 مليون شخص، وهو ما يمثل أربعة أضعاف المهاجرين خارج أوطانهم. ويرى تقرير برنامج الأممالمتحدة في هذا الإطار، أن حصة الجزائر في هذا الحراك البشري في العالم ،تبقى ضئيلة جدا، حيث يمثل الشتات الجزائري نسبة 5,0% من خزان المهاجرين الدوليين و1,0% من اللاجئين عبر العالم و4,1% من خزان طلبات اللجوء السياسي وأن 6,81 من الشتات الجزائري يعيش بأوربا مع نسب أخرى ضعيفة من المهاجرين الجزائريين يعيشون بالقارة السمراء وأمريكا الشمالية. وحسب نفس الوثيقة دائما ، فإن التحويلات المالية للمهاجرين الجزائريين سنة2007 تبقى ضعيفة مقارنة بدول الجوار، حيث قدرت ب 1,2 مليار دولار، وهو ما يمثل ثلاثة مرات أقل مما يحوله المهاجرون المغاربة ( 7,6 مليار دولار) وأربعة مرات أقل مما يحوله المهاجرون المصريون (6,7 مليار دولار).