احتلت الجزائر المرتبة 116 في ترتيب مؤشر السلم العالمي حسب التقرير الذي أعده معهد ''الاقتصاد والسلام الأمريكي'' للعام الرابع على التوالي. وقد خسرت الجزائر أربع مراتب مرة واحدة مقارنة بتقرير السنة الماضية، حيث كانت قد احتلت المرتبة .112 واعتمد التقرير هذه السنة على مسح شمل 149 دولة وذلك بناء على مؤشرات قياسات السلام تضم 23 معيارا أغلبها اقتصادي، وبعضها يتعلق بعدد جرائم القتل وعدد السجناء ومدى توفر الأسلحة، ومستوى الجريمة المنظمة لكل مائة ألف نسمة. أما المؤشرات الخارجية فتشمل حجم صادرات وواردات الأسلحة وعدد القتلى في المعارك والمساهمات في جهود الأممالمتحدة لحفظ السلام والعلاقات مع الدول المجاورة. وفيما جاءت نيوزيلندا في المرتبة الأولى عالميا، فإن دولة قطر احتلت المرتبة الأولى عربيا بينما اعتبر العراق الأقل أمنا في العالم حسب نفس التقرير. وفي المنطقة المغاربية جاءت تونس في المتربة 37 على رأس الدول الأكثر أمنا، تليها ليبيا في المرتبة 56 وبعدها المغرب في المرتبة .58 أما موريتانيا فجاءت في المرتبة .123 وكشف المؤشر بشكل عام أن العالم أصبح أقل أماناً بقليل وذلك للسنة الثانية على التوالي، ومع استمرار الاقتصاد العالمي في التعثر أشارت معطيات هذا العام إلى احتدام الصراعات وتزايد عدم الاستقرار المرتبط بالتدهور الاقتصادي الذي بدأ أواخر العام ,2008 حيث شهدت دول عدة زيادة حادّة في حالات الانتحار والمظاهرات العنيفة والخوف من الجريمة. وتؤكد هذه المؤشرات أن التقرير لم يعتمد على الجوانب التي تضرب استقرار الدول بسبب جرائم الإرهاب فقط وهي العامل الأول الذي يستهدف الدول العربية والإسلامية، حيث شملت المعايير جوانب أخرى ذات صلة بالسياسية والاقتصاد والاستثمار والفساد المالي وغيرها من الجوانب الأخرى. ومهما يكن من أمر وعلى رغم من نسبية التقارير التي تصدرها المؤسسات الدولية المختلفة خاصة بالنظر للأهداف التي تريدها هذه المؤسسات تسليط الضوء عليها، إلا أنها تبقى أحد المؤشرات التي يمكن الاستئناس بها في مجال الإصلاحات الشاملة، بما في ذلك الجزائر التي لازالت في حاجة إلى إصلاحات مختلفة وعلى رأسها الإصلاح السياسي الذي يشكل قاطرة كل إصلاح آخر. وكان وزير الداخلية دحو ولد قابلية قد أكد نهاية الأسبوع أن الاستقرار الأمني في الجزائر قد شهد تحسنا ملحوظا دون أن يمنعه ذلك من التأكيد أن خطر الإرهاب لا يزال قائما، ولعل ما حدث أول أمس بالأخضرية يؤكد ذلك علما أن خطر الإرهاب أضحى محل تهديد للمجموعة الدولية وما من دولة إلا وتواجه هذا الخطر.