ستتواصل عملية إعادة الإسكان بالعاصمة في إطار برنامج السكن الاجتماعي والتي تعد الأكبر منذ الاستقلال ،كما أوضح ذلك والي الجزائر عبد القادر زوخ، بعد أن كان قد أكد بأن عمليات الترحيل ستتوقف خلال أوت الجاري في خامس عملية، على أن تستأنف في شهر سبتمبر من السنة الجارية،غير أن الزلزال الذي ضرب العاصمة الجمعة الفارط، قد أخلط أوراق المسؤولين وأبرز قوائم مستفيدين جدد لم يكونوا في الحسبان ،انهارت أجزاء من بناياتهم بفعل الهزة الأرضية التي خلفت خسائر مادية وبشرية ،في حين تتواجد منازل أخرى خاصة بالقصبة العتيقة يتخوف قاطنوها من السقوط في أية لحظة، الأمر الذي دفع بالوالي إلى تكليف فرق من الخبراء التقنيين لمعاينة المنازل المتضررة وترحيل سكانها حسب الأولويات. تم مساء أول أمس ترحيل 72 عائلة من قصبة الجزائر العاصمة، في ثاني عملية إعادة إسكان بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة الجمعة الفارط، وسبقتها عملية ترحيل 58 عائلة من بلدية بولوغين تضررت منازلها إلى الحي الجديد 3216 مسكن بشعايبية ببلدية أولاد شبل . إعادة إسكان 72 عائلة من القصبة بحي الشعايبية وشملت العملية الثانية والتي تعد الخامسة في إطار إعادة الإسكان بالعاصمة ضمن برنامج السكن الاجتماعي و تواصلت إلى غاية أمس الاثنين عشرة مواقع بالقصبة العتيقة المهددة بالانهيار، و التي صنفت بالخطيرة قبل الزلزال،و سخرت لهاته العملية 8 حافلات لنقل العائلات وأغراضها و180 عون في موقع الترحيل و180 آخرا في موقع الاستقبال وهذا بهدف مساعدة العائلات المرحلة في نقل الأمتعة والأغراض. وصرح عبد الوهاب زكاغ مدير ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المكلف بتسيير القطاع المحمي لقصبة الجزائر العاصمة ، في هذا الإطار ،أنه تم تشكيل ثلاث لجان تقنية من أجل معاينة البنايات الهشة في العاصمة، من أجل ترحيل سكانها أو إعادة ترميم سكناتهم وتتكون هاته الفرق التي باشرت مهامها من مهندسين ومعماريين وسينتهي عملها في غضون بضعة أيام لتحديد الأضرار الناجمة عن الزلزال. خبراء تقنيون في معاينة البنيات بخمس بلديات بالعاصمة في وسيشمل عمل هؤلاء الخبراء كمرحلة أولى يقول المتحدث كل من بلدية القصبة، باب الوادي، محمد بلوزداد، برج البحري وبرج الكيفان، حيث تم تجنيد ثلاث فرق لمسح جميع البنايات المعنية وتحديد مكامن الخلل ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة على غرار الترحيل، مبررا قراره هذا بأن برنامج إعادة الإسكان تتحكم فيه ضوابط ومقاييس تقنية بحتة. و أضاف المسؤول بأن هناك عمليات ترحيل أخرى لسكان القصبة مبرمجة في المستقبل القريب و أن الديوان قرر وضع حراس لتفادي شغل السكنات التي سيتم إخلاؤها بطريقة غير شرعية و تم تسجيل انهيارات جزئية بقصبة الجزائر العاصمة جرءا الزلزال دون أن يخلف ضحايا بالمدينة العتيقة. العاصمة تحصي ألفين سكن مهدد بالانهيار وما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد فهناك قرابة ألفي سكن هش تحصيه العاصمة مهدد بالانهيار في أي لحظة ونخص بالذكر ،بلدية القصبة فأغلب مبانيها بالرغم من انطلاق الجهات المعنية في ترميمها مؤخرا في إطار المحافظة على الإرث العمراني الحضري الفريد من نوعه والمصنف عالميا، إلا أنها تشكوا الاهتراء والقدم، ونجدها في كل من حي »سوق الجمعة ،زوج عيون، زنقة لالاهم وشارع عرباجي« عبد الرحمان وغيرها من السكنات التي تقع في أعالي القصبة والتي لم يستفد قاطنوها بعد من أي مشروع سكني وفي مختلف الصيغ . هاته البنايات ستخضع للمعاينة من قبل لجنة خاصة لمتابعة الملف وستمنح الأولوية لسكان العمارات الآيلة إلى الانهيار في عملية الترحيل القادمة وإعادة إسكان جميع العائلات التي تقطن سكنات هشة في الأشهر المقبلة كما أدلى به ذات المسؤول . علما وأن الحظيرة السكنية بالعاصمة تتوفر على 85 ألف وحدة سكنية، البرنامج الذي تم استلامه يقدر ب25 ألف وحدة سكنية ، يجرى توزيعها منذ جوان الماضي فيما سيتم استلام 11 ألف وحدة سكنية قبل نهاية 2014 والتي سيتم توزيعها خلال نفس السنة ،أما بالنسبة لملفات طالبي السكن فقد تم تسجيل 72ألف طلب على مستوى العاصمة من أن والي الجزائر عبد القادر زوخ لم يحدد بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة الجمعة الماضي لا الحصص السكنية المبرمجة ولا تاريخ توزيعها ،إلا انه يطمئن العائلات المتضررة بأن عملية إعادة الإسكان ستستمر دون توقف وحسب الأولويات ،على عكس ما كان مقرر سابقا وهو برمجة عملية ترحيل واحدة في ظرف شهرين. عائلات تنتظر الترحيل بذل الموت وبالرغم من ذلك تبقى مخاوف العديد من العائلات من أن يعاود الزلزال الكرة قائمة، فمنها من تعيش في بناءات قديمة و مهترئة توشك على السقوط في أية لحظة، ومنها من تضررت سكناتها جراء زلزال 21 ماي ,2003 وزادت الهزة الأرضية الأخيرة الطين بلة ،حيث تعرضت جدران وأسقف بعض السكنات وبالتحديد بحي 687 مسكن بالضفة الخضراء ببرج الكيفان التي سجلت أزيد من 50 قتيلا جراء زلزال 2003 إلى تشققات وتصدعات باتت تشكل خطرا على حياة قاطنيها . وهو الأمر ذاته بالنسبة لبعض البنايات بشرق العاصمة ووسطها خاصة بباب الوادي والقصبة العتيقة و بولوغين وغيرها من المناطق التي كان لزلزال وعوامل طبيعية أخرى اثر سلبي عليها . تجدر الإشارة إلى أن عملية الترحيل التي تمت بعد شهر الصيام وكانت مقررة بأن تكون الأخيرة في إطار إعادة الإسكان بالعاصمة ضمن برنامج السكن الاجتماعي التي كانت قد بدأت منذ عدة أسابيع وانتهت الجمعة الماضي على أن تستأنف العملية خلال شهر سبتمبر المقبل قد شملت 426 عائلة وهي الخامسة مند بدئها مدير السكن لولاية الجزائر إسماعيل لومي في الحي القصديري الملعب بالحميز ببلدية الدار البيضاء ، وهو الحي القصديري الذي يوجد وسط مشروع ثانوية جاهزة لتسليمها الى قطاع التربية لاستغلالها مع بداية الموسم الدراسي القادم . العائلات المعنية بالترحيل سيتم إسكانها في حي ألفين وتسعمائة وستين مسكنا 2960 الواقع ببلدية بالأربعاء بولاية البلدية ، سخرت لهم ولاية الجزائر ألف شاحنة ، وثلاثين حافلة لنقلهم وترحيل أمتعتهم.